الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى أهله وصحبه ومن والاه ، وبعد ،
فقد نشرت قبل ذلك منشورا عن كلمة ” التوافق ” المزعومة ، والتي سئمنا تكرارها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، ولم يكن لها من مدلولات إلا الاستسلام لما يريده العسكر أو الانضواء تحت لواء العلمانية وثوار الغبرة .
فمثلا قالوا : رئيس توافقي ، ولم يكن المعنى سوى الاستسلام لخيار العسكر والقبول برئيس دمية علماني يفعل ما يملى عليه من العسكر .
وقالوا : شعارات توافقية ، ولم يكن المعنى سوى تنحية أي شعار أو مجرد كلمة عن الشريعة الإسلامية ، ونسيانها ، والاستسلام لشعارات فارغة من المضامين مثل العدالة الاجتماعية التي هي شعار فضفاض يختلف معناه وأساسه اختلافا جذريا بين الشيوعية والعلمانية ، وكل يفسره كيف شاء ، ولا أساس له يتحاكم إليه ، بل هي نظرات أرضية بمناهج وضعية غير ربانية .
وقالوا : ننزل الميادين بتوافق وبلا رايات أو مسميات أو أعلام أو شعارات تدل على فئة أو فصيل ، وفعلا تم التعامل بعنف وقذارة مع أي أحد يريد رفع أي راية إسلامية ، ولم يكن المراد عندهم سوى تغييب أي تواجد للإسلاميين وإقصائهم بالكلية من المشهد الثوري في التحرير خاصة وميادين مصر عامة ، وأحداث محمد محمود ٢٠١١ خير شاهد . وتمت سرقة المشهد لصالح ثوار الغبرة والمشبوهين مع تواطؤ إعلامي ومخابراتي . وللعلم فقط ومن واقع مشاهداتي فإن بعض الحركات العلمانية واليسارية كانت تقبع في خيام عليها شعاراتها ، وكانت ترفع رايات تدل عليها ، بينما تم التعامل بعنف لفظي وبدني مع شباب كانوا ينشرون بيانا ، وسبب ذلك أن البيان كان بيانا للجبهة السلفية !!!
وقالوا : التوافق على مجلس رئاسي مدني ، ولم يكن هذا التوافق المزعوم سوى تكئة لمحاولة تتويج عميل أمريكا البرادعي على رأس سلطة قوامها الشيوعي حسام عيسى ، والمايع عميل المخابرات صباحي ، والذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة عبد المنعم أبو الفتوح ، ويتم بهذا احتواء ثورة يناير بشكل مدني ظاهرا عسكري باطنا علماني عقيدة أمريكي قيادة . وقد شهدت اجتماعات في أحد المقرات الكائنة بشارع عبد الخالق ثروت لهذا الغرض المشبوه إبان أحداث محمد محمود ، ولله الفضل كنت ممن تسببوا في إفشال مساعيها ، وللعلم فإن البرادعي ألجم هؤلاء الساعين وأحرجهم حينما بادر بالذهاب إلى المجلس العسكري وطلب منه منحه منصب رئاسة الوزراء ، واتصل أحد المتآمرين بالبرادعي ليعلمه بهذا المجلس الرئاسي المزعوم ولكن البرادعي وكعادته اعتذر عن استكمال ما بدأوا التآمر عليه سويا .
ثم قالوا بعد الانقلاب بفترة ، وللأسف كان هذا بعد بعض المساعي المنفردة من الإخوان المسلمين في ذكرى محمد محمود ٢٠١٣ ،قالوا للإخوان : إن أردتم أن ننزل سويا في الميدان فعليكم نسيان شعارات رابعة ، وعدم رفع صور د.مرسي ، ونسيان رابعة والنهضة والحرس ورمسيس ، وعدم رفع أي شعار إسلامي ، بل زيادة في القذارة أعلموهم – أي ثوار الغبرة أعلموا الإخوان – أنهم سيسبونهم علنا في المظاهرات !!!! بجاحة التوافقيين المزعومين ، هؤلاء الذين ارتضوا أن يمتطيهم العسكر كالبغال والحمير في ” ثورة ٣٠ ساكسونيا ” ، وارتضوا بالانقلاب العسكري ودمويته وفاشيته طالما أنها أزاحت الإسلاميين عن المشهد ، ولم يبدأوا بالاعتراض إلا حينمادارت الدائرة عليهم .
الآن ، وبعد انطلاق شرارة البدء لانتفاضة الشباب المسلم ، و السير قدما في معركة الهوية ، وبعد الحكم المتوقع ببراءة المخلوع وزبانيته وإطلاق آخر رصاصة على ثورة يناير ، الآن نسمع النغمة الفاشلة من جديد ، التوافق لاستكمال ثورة يناير !!! وتجد نفس الوجوه الكالحة تظهر بالأمس على بعض الفضائيات لتكرر نفس الكلام السابق ، وتجد ” النشتاء ” و ” النشيتات ” ( الأحياء منهم والأموات والمومياوات ) تجدهم على صفحات الانترنت يرتكبون نفس جرائمهم الإقصائية ، ومحاولة سرقة الحراك ، ومحاولة استكمال سرقة ثورة يناير ، ومحاولة طمس الهوية الإسلامية ، بل ودهسها تحت عجلات حراك علماني بغيض يكره كل ما يمت للشعارات والقضايا الإسلامية بصلة .
لا تنازل عن قضية الشريعة …. لا تنازل عن الهوية الإسلامية….. ولا تنازل عن انتفاضة الشباب المسلم
ولن نسكت عن أي محاولة لطمس الهوية أو محاولة لصبغ الحراك بصبغات غير إسلامية ، وتفريغ حراكنا من مضامينه
لا أنقى ولا أفضل من راية الشريعة
ومن أراد التوافق فهلم إلى راية جمعت وما فرقت ، التئم تحتها المسلم وغيره طوال ألف وأربع مائة سنة ، راية ما ظلمت ولا أظلمت ، فهي راية التجميع ، وأصولها لا يستطيع أحد أن يتلاعب بها أو يفسرها وفق هواه ، فهي ربانية المصدر ، ترد الكل إلى نبعها وأصولها ، وتمنح الثبات على المبدأ لأهلها .
هي ثورة إسلامية اللحم والدم ، ثورة ضد المحاربين للإسلام وأهله .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
التعليقات