فلن ننتصر ومعيار السلامة الشخصية أو المصلحة الذاتية أو المكتسبات الفئوية هي المعيار والهدف، وحتى نعلم أن أعظم شرف للعبد هو أن يكون يوماً ولو جندياً بسيطاً في معركة الإسلام والجاهلية.
كل من سولت له نفسه الكاذبة الخاطئة أو أتباعه الواهمون فزعموا له أو زعمت؛ أن له قيمة كبيرة لا يقوم الإسلام بغيرها، أو أن الحفاظ عليه هو حفاظ على الدعوة -فرداً كان أو جماعة-، كل ذلك ماهو إلا محض أكاذيب ومحلل من الكذب بين المرء ونفسه.
إن جماعتك ليست هي جماعة الإسلام ومصلحة الإسلام ليست هي مصلحتك الشخصية أو عصبيتك الفئوية، وإنما هي إعلاء راية الإسلام في ساحة المعركة…
إن رسول الله الأعظم ﷺ ظل ينجو بنفسه امتثالاً لأمر الله ولأنه هو وحده الذي لا يقوم أمر الدين إلا به؛ فهاجر سراً وانتدب أصحابه المنعة يوم أحد، حتى إذا كانت حنين قام في الكافرين بين الحرب ووطيسها ونارها واضطرامها وقد فر عنه الناس؛ قام فقال: “أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب”، فقد تم الأمر ولا حاجة لكم بعد بجسومنا كما حاجتكم إلى مبادئنا.
وإن الفتى في قصة أصحاب الأخدود ظل يناشد ربه السلامة حتى يَتِمَ أمرٌ انتجبه الله إليه فيقول: “رب اكفينهم بما شئت” في كل مرة، حتى إذا اجتمع الناس وأصبح الحق قائماً في النفوس وظُلَةٌ فوق الرؤوس؛ دل على قتله ليؤمن عشرون ألفاً أو يزيدون حتى لو ألقوا في الأخاديد.
ومازال نشيد سحرة فرعون وافتخارهم بأنهم؛ (أول المؤمنين)، مع أن موسى والذين آمنوا معه كانوا قد سبقوهم، لكنهم كانوا أول المؤمنين بآيات الله مع موسى إذ ذاك، أو أنهم أدركوا أنهم بفعلهم هذا يتقدمون صفوف المسلمين والمؤمنين يوم يقوم الأشهاد بين يدي الله، ولو صلبوا في جذوع النخل.
إن جماعتك ليست هي جماعة الإسلام ومصلحة الإسلام ليست هي مصلحتك الشخصية أو عصبيتك الفئوية، وإنما هي إعلاء راية الإسلام في ساحة المعركة، وإعلان منهاج الرسول كقانون وحيد لضبط الصراع، لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ولو أن تهلك الأنفس الدارسات أوتفنى الرسوم الباهتات في سبيل الله.
التعليقات