بيان الجبهة السلفية عن العملية العسكرية في اليمن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
إن ما يحدث اليوم من صراعات في المنطقة إنما يجري في سياق واحد لمعركة واحدة بين الغرب والإسلام. وما نعيشه هو نتيجة ذلك الصراع، الذي تساعد فيه الأنظمة العربية العميلة الغرب لتدمير الأمة، لصالح المشروع الصهيو أمريكي. وإن ما يحدث في العراق ومصر والشام واليمن هو توجه واحد لتدمير الأمة والشعوب المسلمة، التي منذ أن قامت تطالب بحريتها؛ أزعجت سياسات الهيمنة الغربية والعالمية، وتوزيع القوى المستقر منذ عقود. وتحولت لمعطى جديد في معادلة القوى. لذلك؛ فإن معسكر الهيمنة لا يزال يسعى في محاولات الالتفاف والقضاء على انتفاضة الشعوب الطالبة لحريتها، وأحداث اليمن الأخيرة لا تخرج عن هذا السياق.
إن الجبهة السلفية توضح موقفها من العملية العسكرية التي تجري في اليمن -والمسماة بعاصفة الحزم- فيما يلي:
أولا: نرفض التدخل العسكري المدعوم أمريكيا وغربيا في أي بلد من بلاد المسلمين. فهو شرعنة ﻷصل فاسد لا يمكن القبول به، ولا يأتي بخير، أو يمكّن من تأسيس دولة ذات قيمة. وقبول مثل ذلك التدخل يفتح الباب لمثله ولما هو أسوأ. ونؤكد أن الأطراف المتصارعة إنما تصارع عن مصالحها الخاصة، لا عن مصلحة الأمة. وإلا فإن المشروع الصفوي يسفك دماء المسلمين أنهارا في سوريا والعراق منذ سنوات، ولم تتحرك لهم الطائرات ولم تعقد لهم التحالفات. بل؛ إن نظام آل سعود هو نفسه من دعم الحوثي وعلي عبد الله صالح منذ سنوات. ولم يحركهم اليوم سوى خروج الحوثيين على النص المرسوم، والتغيرات المتسارعة في المشهد الثوري اليمني التي تتجه لتغيير معادلات القوى فيه خارج الخطة المرسومة لتقاسم النفوذ.
ثانيا: في الوقت ذاته؛ نستنكر العدوان الحوثي الرافضي العميل لإيران بدعاوى طائفية بغيضة، والذي يمثل امتدادا لقوس الأزمة والهيمنة الفارسية الصفوية، التي تهدف لحصار جزيرة العرب تارة بالتآمر مع الغرب وأمريكا وتارة بالانفراد بالعدوان. كما أن ذلك العدوان الحوثي يقيم مشروعه الصفوي على سفك وسرقة وتدميرمقدرات وأبناء يمن العروبة والاسلام. ونؤكد أن العدوان الإيراني كالعدوان الغربي تماما؛ كلاهما من أجل الهيمنة على المنطقة ومسخ هويتها ونهب ثرواتها. وهو استنساخ للصراع التاريخي بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية على حساب الأمة المسلمة.
ثالثا: إن الواقع الحالي في اليمن فضح الكذب وازدواجية المعايير وعدم موضوعيتها أو منطقيتها، وتكريس حالة الانتقائية، التي لا تريد في الحقيقة سوى مصالح الأنظمة المستبدة والنظام العالمي. إذ؛ بينما تدعم السعودية والإمارات، والنظام العالمي والغربي، وغيرها من الدول التي تشارك في عملية “عاصفة الحزم” المزعومة انقلاب السيسي في مصر، وتدعم جرائم نظامه في حق أبناء شعب مصر؛ نراها تتدخل ومعها النظام الانقلابي ضد قوات الحوثي، وتصف ما حدث بأنه انقلاب وخروج على شرعية الرئيس المنتخب. وهو ما يؤكد سقوط أي مصداقية مزعومة لذلك لنظام العالمي وقوانينه.
رابعا: إن ما يحتاجه الشعب اليمني هو دعمه ماديا ولوجستيا. فقد تُرك كثيرا نهبا للفساد السياسي والاقتصادي تحت الفقر والقهر؛ حتى صارت اليمن أفقر بلدان المنطقة بعد الصومال، لتسقط كغنيمة باردة للسيطرة الإيرانية. فمن الواجب تدعيم قوى الشعب اليمني الحية الحرة غير العميلة، في ثورتهم ونضالهم وجهادهم، وهي قادرة على الحسم ضد قوات الحوثي وأضعافها؛ إذا تكافئت القوى العسكرية أو كادت.
أخيرا: إن الوعي بطبيعة المعركة وأصولها ومنطلقاتها الحقيقية، وتوحد كافة الجهود في سياق واحد، في كل نقاط الصراع بالمنطقة، لمقاومة الهجمة الشرسة علي هوية الأمة وحضارتها؛ هو الحل للخروج من دائرة الهيمنة.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الجبهة السلفية بمصر
التعليقات