عندما يتفلسف الأحمق

عنوان غريب لمقال لم أكن أرغب في كتابته لولا الضغط المتكرر من المقربين
فالحمقى كثيرون على سطح هذه البسيطة
لكن الغريب أن يخرج أحد هؤلاء الحمقى من بوتقته وإطاره الذي ينبغي أن يسير فيه ، ويقتحم دائرة الكتاب والمثقفين ، ويكتب مقالا لا يتورع فيه من اتهام كل السلفيين الذين لا يدورون في فلك جماعة الإخوان المسلمين بأنهم صناعة أمنية!!
والأعجب أنه يسمي نفسه “خبيرا بشأن الحركات الإسلامية”!!!

فأي إنسان له دراية “ولو قليلة” بالشأن الإسلامي وجماعاته وتنظيماته وحركاته يستطيع أن يفرق بين كيانات التيار السلفي من خلال تاريخ قياداتها وواقع تحركاتها.
وأعتقد أن الخلافات المعلنة بين (الجبهة السلفية) من جهة و(سلفية برهامي) من جهة أخرى ، لا تكاد تخفى على أحد ، خاصة بعد إعلاننا في الجبهة تبني حراكا خاصا تحت عنوان (انتفاضة الشباب المسلم).

أما الكاتب [اللوذعي] فقد ربط بين المتضادات والمتناقضات ، ووضعهم جميعا في سلة واحدة ، رغم أنني لا أجد شيئا ظاهرا محل اتفاق بينهم إلا أنهم إسلاميون غير تابعين لجماعة الإخوان ، وكانت النتيجة عند [الخبير اللوذعي] أنهم جميعا <صناعة أمنية>.

وإذا كان الخبير قد وجد أدلة تثبت التهمة على (سلفية برهامي) ، فإنه أصبح كحاطب الليل في البحث عن أدلة اتهام باقي السلفيين ، وخاصة عندما انتقل إلى موقع [المحلل] للمشهد.

فهو يستدل بوجود قيادات وكوادر الإخوان في المعتقلات دون أن يدري المسكين أن أماكن اعتقال الإخوان كانت بالنسبة لأماكن اعتقالنا أشبه بالفنادق ، وكانت طريقة التعامل معهم في هذه الأوقات بالنسبة لطريقة التعامل معنا تجعل فترة اعتقالهم أشبه بمعسكرات الكشافة ، وأنا ألفت هنا إلى ما كنا نتعرض له من تضييق وملاحقات واعتقالات ، دون التقليل من شأن ما تعرض له أخواننا الذين يعانون من أول نشأتهم.

أما استدلاله بحادثة قطع الأذن ، فهي محض كذب وافتراء حيث لم يُعْرف أصلا الكثير من ملابسات الحادث ولا انتماء فاعل هذا الأمر ولا ما تم معه بعد ذلك.

ثم فجأة قفز الخبير داخل [الخلاط] ليخرج لنا بالأدلة الدامغة..
أفلام (كذا سماها) الفتيات اللاتي أسلمن واختطفتهن الكنيسة ، الأذان في البرلمان ، إضافة عبارة بما لا يخالف شرع الله للقسم تحت القبة،،
وسماها [اللوذعي] ممارسات صبيانية!! رغم أن المشاركين في هذه الأعمال رموز وقامات معروفة بالنضال ضد العسكر والسلطة المستبدة القمعية طوال الفترة الماضية ، وهم الآن بين شهيد وأسير ومطارد.
وهذه السخرية تدل عندي أن الكاتب يحمل في قلبه دغلا على رموز الحركة الإسلامية الحريصين على إبراز الهوية وإقامة الشريعة ، فالاختلاف حول التوقيت والأداء شيء والسخرية من أمور شرعية شيء آخر.

ولما لم يجد [الخبير] شيئا يدين به الجبهة السلفية في فترة الانقلاب وما بعدها..
زعم أن مهمتها كانت مؤجلة وفقا للتخطيط الاستخباراتي!!
ولا أدري هل سمع [اللوذعي] بالشهداء الذين سقطوا من شباب الجبهة؟!
وهل علم بالمعتقلين من قيادات ورموز الجبهة؟!
وهل بلغته أحكام الإعدام والمطاردات التي تلاحق أعضاء الجبهة؟!
أم أن ذلك كله طبيعي في ذهن [الخبير] من أجل الحبكة وصناعة الأبطال الوهميين؟؟!!

ولن أتكلم كثيرا عن ما قاله الكاتب حول انتفاضة الشباب المسلم التي زعم أيضاً أنها بتوجيه مخابراتي ، فقد كتب إخواني الكثير في هذا الموضوع؛
لكني فقط أسأل هذا الكذاب: من الذي قال من قادة الجبهة أن السيسي هرب للنجاة بجلده من ثورة الشباب المسلم؟؟ وأمهله سنوات بعدد سِنِيّ عمره أن يثبت صحة ادعائه.

ثم المقطع الأخير من المقال الذي يدعي فيه أن الجبهة خرجت من التحالف من أجل الدخول في ترتيبات تحتاج إلى (دقنين ثلاثة) ولا أدري لماذا وضع (الثاء) في ثلاثة طالما أنه لم يضع (الذال) دقنين؟! في سخرية أخرى بإحدى المظاهر التي ترمز للتمسك بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
ففي هذا المقطع وما بينه الكاتب نفسه في أحد التعليقات استشهد بمنشور على لساني فحواه (في ذهن الخبير) أن الجبهة وافقت على مبادرة الدكتور أيمن نور ، في إشارة منه أن الجبهة مستعدة للدخول في تحالف جديد يستبعد الإخوان والدكتور محمد مرسي من المشهد،،
وهذا تدليس وادعاء رفض [اللوذعي] أن يثبته بوضع نص كلامي كما هو منشور في عدة مواقع إخبارية ، كما رفض أن ينشر المقطع المصور معي على القناة التي يعمل بها الكاتب وفي البرنامج الذي هو نفسه مخرجه!!!
ثم يزعم في التعليقات أنه وجه لي هذه التساؤلات ولم تقنعه إجاباتي ، وفي نفس الوقت يرفض أن ينشر هذه الإجابات!!!
والحقيقة أنني لم أجبه أصلا ، فكيف أجيب سائلا يقول لي: هل أنتم صنيعة أمنية؟!

رحم الله من قال: لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها

اللهم تقبل شهداء الثورة المصرية وارفع درجتهم في عليين
اللهم فك أسر الرئيس الدكتور محمد مرسي وكل مَن معه مِن المعتقلين
اللهم انصر ثورتنا وحرر بلادنا وردنا إلى أهلنا وإخواننا.


التعليقات