الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فإنه بالتزامن مع الحرب الشرسة الدائرة في مصر على الإسلام وأهله بقيادة الانقلاب العسكري المدعوم إقليميا ودوليا، قامت أميركا ووزير خارجيتها جون كيري بحشد حلفائها وذيولها في المنطقة لخوض حرب جديدة ضد الإرهاب المزعوم، ومواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق. والجبهة السلفية إزاء هذا الحلف الصليبي تؤكد على التالي:
أولا: الشعارات الوهمية التي يرفعونها في إعلانهم الحرب ضد الإرهاب المزعوم، من حماية المدنيين والحريات وحقوق الأقليات، لا تنطلي على الأمة المسلمة الواعية. وإلا فلماذا لم تتحرك أميركا وحلفها الدولي والإقليمي لإيقاف بشار ونظامه عن رمي البراميل المتفجرة وقتل الأطفال بالسلاح الكيماوي وسفك دم ما يقارب مائة وخمسين ألفا من الشهداء في سوريا؟ بل على العكس من ذلك، فقد ذُكرت أخبار عن التنسيق المحتمل مع نظام بشار لتوجيه الضربات المفترضة. ولماذا لم يتحركوا للجرائم والاضطهاد الطائفي ضد أهل السنة في العراق؟ بل، وما حرب غزة وشهداؤها عنا ببعيد.
ثانيا: الحرب في حقيقتها هي حرب على الإسلام والمسلمين. وهي لا تستهدف تنظيم الدولة وحده، ولا تستهدف تأمين الشعب العراقي، وإنما تستهدف تأمين مصالح أميركا وديكتاتورياتها في المنطقة، الذين أقضت مضاجعهم انتفاضة الشعوب منذ اندلاع ثورات الربيع العربي حتى الآن. وصاروا يبذلون كل ما يمكن من أموال ودماء شعوبهم للحفاظ على هذه المصالح.
ثالثا: إن الجبهة السلفية لم تمنعها معارضتها للدكتور مرسي فيأثناء حكمه من أن تتخذ موقفا موقفا سياسيا قائما على الأخلاقية والشرعية بوقوفها ضد الظلم والانقلاب وتحمل تبعات هذا الموقف. وإننا نؤكد أن اختلافنا مع فصيل أو فئة، إسلامية أو وطنية، قرين دائما بمواقفنا الأخلاقية الشرعية الواعية، التي تراعي مصلحة الأمة، وترفض الظلم والبغي، وتفهم أصول وأولويات الولاء والبراء. لذا فإن الجبهة السلفية تعتبر الدخول في مثل هذه الأحلاف خيانة لله ورسوله والمؤمنين. ولا يعني ذلك موافقتنا بالضرورة لآراء وسلوكيات فئة بعينها.
رابعا: نؤكد على أن دخول مصر ومشاركتها في هذا الحلف هو استمرار في طريق الخيانة والخراب الذي يسير فيه الانقلابيون. وأن ما يحدث هو تسخير لجيش مصر في حروب الوكالة، مرة في سيناء لقتل أهلها وحصار غزة لصالح إسرائيل، ومرة في ليبيا لصالح الهيمنة اﻷمريكية الغربية بمساعدة حفتر، واﻵن في العراق لصالح نفس الحلف مضافا إليه المحور الخليجي. وهو ثمن مساعداتهم الملوثة للانقلاب والتي لن تدوم.
خامسا: ترفض الجبهة بيع مصر في زحمة اﻷحداث للشركات متعددة الجنسيات عبر وكلائها من طبقة رجال الأعمال الذي أفرزها نظام مبارك وتابعه المخلص في مؤامرة اليورومني المنعقدة في فندق الماريوت، ونؤكد أنها جريمة جدبدة تضاف لنظام الانقلاب ضد مستقبل مصر وأجيالها.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الجبهة السلفية بمصر
الأربعاء 22 من ذي القعدة 1435 هـ الموافق 17 سبتمبر 2014 م
التعليقات