أحداث ماسبيرو 10 أكتوبر 2011

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه؛ وبعد:
تدور الآن أحداث مؤسفة في منطقة ماسبيرو بوسط القاهرة الكبرى؛ نتج عنها مئات المصابين وعدد من القتلى؛ في مشهد جديد يؤكد ضراوة المواجهات هذه المرة، وجدير بالذكر أن هذه التظاهرات والاعتصامات لقلة متطرفة من أقباط مصر ما فتأت تتكرر من حين لآخر إثر أي احتقان طائفي تمر به البلاد في فترة ما بعد الثورة، وقد جرأتها المعالجة المتراخية والمنبطحة أمامها على العودة مرة بعد أخرى رغبة في الحصول على مكاسب جديدة على حساب الأكثرية المسلمة من شركاء الوطن. ومن المهم هنا أن نبين تسلسل الأحداث في هذه القضية تحديداً:
فقد بدأت الأمور بمحاولة النصارى بناء كنيسة غير شرعية في مضيفة لأحدهم في قرية المريناب بمحافظة أسوان ويدعى “يوسف عوض” مستخدمين أوراقاً مزورة لكنيسة تقع في قرية أخرى تبعد أكثر من ثلاثين كيلومتراً؛ علماً أن عدد الأقباط في قرية المريناب لا يزيد عن ثلاثين فرداً فقط!!

ورفض أهالي القرية من المسلمين ـ وليسوا من السلفيين كما زعموا ـ هذه المحاولة وتجمعوا بصورة عشوائية لمنع البناء إثر وساطات من الجهات المسئولة.

وعلى الفور قام المتطرفون النصارى بتصعيد الأمور إعلامياً وحشد الشارع والتحريض العلني على اعتقال بعض المسلمين كالشيخ “الشريف” حبيب منصور لدعمه للمسلمين الجدد، كما بلغت الوقاحة إلى حد شتم بعض المسئولين الرسميين بألفاظ نابية علناً بل وتعدى الأمر إلى تهديدهم بالموت ميتة شنيعة!!

ومن المعلوم أن بعض الكهنة كانوا قد هددوا بسفك الدماء من أجل تحويل مخزن إلى كنيسة في عين شمس، كما هدد نجيب جبرائيل بخراب البلد ـ في معرض الحديث عن كنيسة أسوان المزعومة تحديداً ـ وذلك موثق في لقاء تلفزيوني مع المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية.

وتؤكد الجبهة في هذا المقام على الحقائق التالية:
1ـ إن الجبهة لا ترضى بأي اعتداء بغير حق على أموال ودماء وكنائس النصارى، كما لا ترضى باعتداء هؤلاء ـ من باب أولى ـ على دماء وأعراض وأموال المسلمين.
2ـ نحذر من مخطط داخلي ـ خارجي لوضع مصر تحت الوصاية الغربية أو الأمريكية باستخدام بعض الخونة والمتطرفين من أولئك الذين استنجدوا بالعدو الصهيوني أو الحماية الأمريكية أو ممن أعلنوا دولة قبطية مستقلة في المهجر.
3ـ تحذر الجبهة من خطورة التعرض لأي أحد من المسلمين بغير تحقيق وبلا دلائل مؤكدة تعلن على الجماهير؛ وخاصة منهم من يستعدي النصارى الجهات المسئولة عليهم؛ وعلى رأسهم الشيخ “الشريف” حبيب منصور، فلن نقبل بتقديم إخواننا كقرابين على مذبح الكنيسة مرة أخرى كما حدث في قضية الشيخ أبي يحي والأخ خالد حربي.
4ـ وجوب التصدي لهذه الفئة المتطرفة بمنتهى الحسم وعدم التفريط في دماء الضباط والجنود الذين قتلوا وجرحوا كما حدث في حالة الاعتداءات الإسرائيلية على جنودنا البواسل عند حدودنا الشرقية.
5ـ إن الاستفزازات المستمرة لجموع المسلمين الغفيرة خوفاً من أو طمعاً فيما عند الخارج، لن تأتي بخير ولن تعود إلا بالانفجار والدمار على بلادنا العزيزة بعنصريها وإن أول من سيضار فيها هم الأقباط أنفسهم، فإن من يشعل النار حتماً سيكتوي بها.
6ـ ننصح أقباط مصر بالحذر من محاولات جعلهم وقوداً للفتنة أو استخدامهم لتنفيذ مخططات خارجية، وكلنا ثقة في وعي غالبيتهم لخطورة الارتماء في أحضان الخارج أو العمل على تدمير الداخل.
7ـ وأخيراً: تتقدم الجبهة بالعزاء لأسر جنودنا الشهداء الذين قتلوا في هذه المواجهات وبالمواساة لأسر الجرحى كما تدعو إلى تعويضهم بتعويضات مجزية، ونحن في هذا المقام إذ ندعوا عامة المسلمين وخاصتهم إلى ضبط النفس ولزوم السكينة وعدم الانجرار وراء دعاة الفتنة والخراب والدمار؛ إلا أننا ندعوهم كذلك إلى عدم خذلان الحق والسكوت عن الباطل.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الجبهة السلفية بمصر
12 ذي القعدة 1432هـ / 10 أكتوبر 2011م


التعليقات