الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد:
تهنئ الجبهة السلفية بمصر عموم الشعب المصري العظيم بنصر الله الذي تحقق على أيديهم وتؤكد أن ثمن الحرية أقل من ثمن الذل والمهانة والتبعية.
كما نعزي أهلنا في كل ربوع الوطن العزيز في شهداءنا الأبرار الذين قالوا كلمة الحق في وجه الظالمين والمفسدين, ونسأل الله أن يجعلهم من أفضل الشهداء وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان, كما ندعو الله أن يشفي الجرحى والمصابين وأن يجعل ما أصابهم في سبيل الله.
ولا يفوتنا أن نذكر بالخير كل الرجال الأوفياء من شهداء الحق والواجب من كافة شرائح المجتمع الذين قتلوا وعذبوا طوال عهد اللامبارك المخلوع.
تحيي الجبهة السلفية الجيش المصري الباسل على مواقفه الشجاعة والتي وقف فيها إلى جانب الحق والعدل لتأدية واجبه في حماية الأمة والوطن, كما تؤكد على دعمها الكامل لسلطة المؤسسة العسكرية في الفترة الانتقالية حتى تسليم الحكم بشكل كامل إلى سلطة الثورة المدنية في أقل مدة ممكنة.
نؤكد على أن النظام الفاسد كان سبباً لكل الفتن والمحن التي مرت بها مصر كحريق قطار الصعيد وغرق عبارة السلام وحوادث القطارات المروعة ؛ وغيرها كتشجيع مظاهر الفتنة الطائفية وكافة صور الخلل الاجتماعي بين كل فئات المجتمع.
نحذر من فعاليات “الثورة المضادة” التي يقودها أذناب النظام وفلول الحزب الوطني وأمن الدولة بالتعاون مع “حكومة شفيق” فاقدة الشرعية, وتتمثل تلك الفعاليات في التحقيقات الوهمية مع بعض رموز السلطة المخلوعة وإشاعة مرض مبارك لاستجداء التعاطف معه ومنع وسائل الإعلام من تناول حجم ثروته المسروقة, ومحاولة “حسام بدراوي” تشكيل حزب باسم “شباب 25 يناير” بعد استقالته من رئاسة الحزب الوطني الفاسد!! ، وتهدف كل هذه التحركات وغيرها إلى تخدير الشعور الشعبي والقفز على مكتسبات الثورة واستلابها.
كما نحذر من المساس بالمادة الثانية من الدستور والخاصة بالشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للسلطات حفاظاً على الوئام والسلام الاجتماعي لأن الإسلام هو عقيدة الغالبية الساحقة من المصريين كما أنه يمثل ثقافة الأمة بكل طوائفها, وتدعو الجبهة لتفعيل هذه المادة لكي لا تظل حبراً على ورق ولتؤتي ثمارها المباركة بما يعود بالخير والبركة على عموم شعب مصر العظيم.
نستنكر الدعوات التي تصدر عن شخصيات وجهات مشبوهة تزعم الحرص على الشريعة وتطبيقها رغم أن أغلب منظميها والمشاركين فيها هم من المتعاونين مع النظام السابق, كما أن أغلبهم ممن استنكروا فعاليات الثورة المباركة وجرموها ومنعوا أتباعهم من المشاركة فيها ونؤكد لهؤلاء وأمثالهم أن حكم الشريعة لا يتأتى بالانفصال عن مطالب وآمال وآلام غالبية المصريين.
نرفض التدخلات الأمريكية والإسرائيلية خاصة , والغربية عامة في شئون مصر ولو بكلمة أو تصريح، ونحذر من يتورط في ذلك من معاداة الشعب المصري كله فقد انتهى عهد الوصاية والعمالة والتبعية.
نطالب بالاستجابة الكاملة لمطالب الثورة وعلى رأسها إقالة حكومة شفيق ومحاكمة كل بقايا النظام البائد بلا استثناء وإلغاء قانون الطوارئ وحل جهاز أمن الدولة وإطلاق كل المعتقلين السياسيين على مر ثلاثين عاماً بموجب الأحكام الجائرة والاستثنائية التي صدرت عن المحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة, ونخص بالذكر معتقلي ثورة يناير.
وأخيراً نطالب بإقالة النائب العام باعتباره من بقايا النظام العميل وأحد وسائله في القمع والظلم والإقصاء, وتقديم كل وزراء ورموز الحزب الوطني المنحل للمحاكمة العادلة فوراً, وكذلك التحفظ على أرصدتهم داخل وخارج مصر.
التعليقات