البيان الأول ( كلمة حق ) 27 يناير 2011

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن والاه :

أولاً: إن قول الحق ونهي الظالمين عن ظلمهم هو واجب شرعي في عنق كل مسلم ؛ قال الله تعالى: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:103]، وقال: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْأُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104] .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لتأمُرُن بالمعروف ولتنهوُن عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم” [رواه الترمذي وحسنه،وصححه أحمد شاكر،وحسنه الألباني] وقال صلى الله عليه وسلم:”كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً ” [رواه أبو داود وحسنه ابن حجر في مشكاة المصابيح وأشار أحمد شاكر إلى صحته في مقدمة عمدة التفسير،وتكلم فيه غيرهم]

ثانياً: لا يشترط للمسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر راية ولا إمام كما زعم بعض من تكلموا في المظاهرات فهي ليست من جهاد الطلب وإنما يكفي أن يقول الحق وينهى عن الظلم والفساد في الأرض فإن ذلك مقصد شرعي في حد ذاته ولو تقاطعت دعواه ضد الظلم مع العلمانيين وغير المسلمين؛فلا يعد ذلك موافقة منه على ما هم فيه من باطل،كما أنه ليس موافقة منهم على الإسلام.

ثالثاً: المظاهرات هي اجتماع جمهور من الناس”لأمر ما”؛فهي من جنس الوسائل ولها حكم مقاصدها كما هو مقرر في الأصول؛فإن كان التظاهر من أجل حق فهو حق وإن كان من أجل واجب كإزالة الظلم وإقرار الحق فهو واجب .

رابعاً: لا تعد المظاهرات محرمة حتى مع بعض ما قد يخالطها من الدخن كالاختلاط وبعض الشغب إلا إذا غلبت هذه المفاسد والآفات بحيث يصير لها حكم الصفة المميزة لمثل هذه التحركات وهو ما لم يتحقق في مظاهرات التغيير حتى الآن .

خامساً: مجرد سقوط بعض الضحايا لا يعني بالضرورة غلبة المفسدة وإنما يعني وجود مفسدة؛والأول هو الشرط في المنع.

سادساً: التمحك بهذه الدعاوى هو ممالئة للظالمين وإعانة لهم على المسلمين وخذلان لهم في وقت عصيب مما يزيد من غربة الإسلاميين وانفصالهم عن عموم الأمة من المسلمين كما وأن من يقدم مثل هذه الدعاوى ؛ هي فئات مشبوهة ذات صلات بالنظام البائد ممن يقتاتون الفتات على موائده وتاريخهم غير مشرف ؛ فقد كان بعضهم منذ أيام يزعم أن المظاهرات ضد مبارك”محرمة شرعاً” وأنه “ولي أمر شرعي” لا يخرج عليه إلا الخوارج!!، ثم خرج مباركاً لها عندما نجحت ودارت الدائرة عليه ، ثم عاد ليحرمها بدعوى المفسدة ويطالب المسلمين بلزوم البيوت.

سابعاً: المظاهرات ضد الظالمين هي تعاون على البر والتقوى.

ثامناً: لا يشترط تحقق نتائج شرعية كاملة ؛ كالحكم بالشريعة مثلاً،بل يكفي أحياناً تقليل الظلم وتحقيق قدر من الحرية ، فمقصد الشريعة هو دفع أكبر المفسدتين ولو تحققت أدناهما.

تاسعاً: كيف نحقق نتائج كاملة كتحكيم الشريعة وغيرها؛ والعاملون للإسلام لا يقومون لها بجهد ولا يعملون من أجلها وإنما يتمحل كثير منهم الأعذار الواهية وينتحلون الدعاوى المضللة-إلا من رحم الله- ويركن بعضهم للذين ظلموا،أو يعملون خدماً وعبيداً للسلطان الجائر الظالم في ضرب إخوانهم في الصحوة الإسلامية بل ضد عموم الأمة الإسلامية التي استعلوا عليها بدعوى كونهم ” مشايخ الدعوة” ،والله يقول: [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَه]  (آل عمران:187)

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الجبهة السلفية- بمصر


التعليقات