ليس غياب الحجاب والحشمة هو السبب

تثور ثائرة القوم إذا تحرش ذئب بأنثى بل إن شئت قلت: بظبية، فتهيج لها هائجة الحُمُر، وتراهم حراساً لحريتها المزعومة في التعري أو التبرج كما تشاء، حراسة الضباع!

وتراهم يستميتون في نفي السببية أياً كانت ويخلطون عمداً بين السبب والمبرر، ويعتبرون أية إشارة للأنثى المهتوكة تخطئة للضحية وتجريماً للمجنية، بل ويعدون ذلك في حد ذاته جريمة لا تقل عن فعل المتحرش نفسه!

نعم ليس غياب الحجاب كفريضة مفردة هو السبب، وإنما غياب الشريعة كمنظومة متكاملة..

وربما كانت مبالغة بعضهم بريئة خاصة إذا سمعوا أو عاينوا التحرش بملتزمة أو محتشمة، أو نظروا لوجوب غض البصر وضبط الغرائز المهتاجة!

وربما بالغ بعضهم في ذلك حصاراً للمتزمتين المتدسسين واعتبروا محاولتهم خبيثة هدفها الصيد في الماء العكر، ليستغلوا محزنة التحرش تلك ويلطموا في نفس المندبة لعلهم يقنعون بعض أولئك السائبات في الطرقات بالحياء والتستر!

وأقول لهؤلاء وأولئك لم لا تعطونني فرصتي لأحشر رأسي بينكم، وأدلي بدلو ولو آب بالطين ساحبه؟!

وياللعجب إذ وافقت فرقة حراس “الفصيلة” أولئك الذين بدأت بهم حديثي؛ فقلت: نعم ليس غياب الحجاب هو السبب!

وإن كل ما تعانيه المرأة اليوم بل والرجل والطفل والكبير والصغير من ضنك ونَكَد هو جراء المناهج الجاهلية النكدة المشؤومة، في تعليمها وإعلامها ومناهجها ومدارسها.

نعم ليس غياب الحجاب كفريضة مفردة هو السبب، وإنما غياب الشريعة كمنظومة متكاملة؛ والحجاب وستر العورات فيها هو مجرد عمود ركن أو حجر زاوية، فالشريعة ستر وعفاف، والشريعة عقوبات وزواجر تجلد وتسجن وترجم، والشريعة احتساب فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشريعة تربية ربانية على العفاف والحشمة وعدم الاختلاط والخلوة، تلك هي الشريعة يا سادة، وذلك هو الذي يحفظ المرأة في المجتمع المسلم أن تمسها يد عابث أو يجترح كرامتها ماجن.

وإن كل ما تعانيه المرأة اليوم بل والرجل والطفل والكبير والصغير من ضنك ونَكَد هو جراء المناهج الجاهلية النكدة المشؤومة، في تعليمها وإعلامها ومناهجها ومدارسها.

لا تعقدوا راية المعركة السوداء بنقاب أو طرحة، وإنما عُقاباً خفاقاً براية النبي ﷺ، ولا تكتفوا بمعركة الحجاب واجعلوها الشريعة كل الشريعة تعظموا فيهم النكاية.

والله يقول في الكتاب: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون).


التعليقات