وانتصر ابن تيمية

اضطرت الآلة الإعلامية المجرمة مرغمة إلى إضافة مشهد عن شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية طيب الله ثراه الشريف؛ وذلك لمسح عارها السابق بمحاولة الإساءة إليه.

وبمناسبة هذا الحدث العابر ظاهرياً والعميق دلالياً؛ أؤكد ما قلت من قبل؛ أن العلمانية العسكرية مازالت لا تملك أن تواجهنا فكرياً بغير اللعب في ملعبنا نحن وبأدواتنا التي نؤمن بها ونجيد استخدامها.

ويبدو أنهم لم يحسموا خيارهم بعد، وحتى ذلك الحين تبقى العلمانية الجاهلة الحمقاء؛ تقوم بالدعاية المجانية لدعوتنا ولديننا وشرائعه ورموزه التي تعاديها…

فهي تواجه دعاة الإسلام بمحاولة اكتساب الشرعية الإسلامية وانتزاعها من أيديهم؛ فهي تريد أن تدعي امتلاك ما تسميه “صحيح الدين” وأنها إنما تواجه الإرهابيين الذين “يشوهون الدين” ويغالون فيه، وأن النظام العلماني وأداوته ليسوا كفاراً وإنما هم مسلمون أفضل من المسلمين، وأن خصومهم هم “تجار الدين”!

ويكأن النظام العلماني الفاشل وكل أداوته المجرمة بين نارين، إما أن تواجهنا بادعاء الإسلام، وبالتالي فهي تثبت تجذره وأصالته في الواقع وإلا ما تمسحت فيه رغم امتلاكها السلطة والقوة وعدائها الفاضح له، وهذا مما يعجل بعودتنا للاكتساح مرة أخرى خلال بضع سنوات يلتزم فيها أبناؤهم وتنتقب بناتهم -رغم أنوفهم- وينحاز الشعب لخياره مرة أخرى.

والخيار الآخر أن تسفر العلمانية عن وجهها القبيح وتصدق القول العمل وتكشف سوءتها الأخيرة وتعادي أو تهاجم الدين نفسه مباشرة وبوضوح، بدلاً من محاولات تجفيف منابعه والالتفاف عليه فقط، وساعتها سينحاز إليها الأقلون -وهم يعلمون ذلك- وسنهدر شرعيتهم دون الحاجة إلى تكفير أو غير تكفير ثم تكون لنا الجولة عليهم.

ويبدو أنهم لم يحسموا خيارهم بعد، وحتى ذلك الحين تبقى العلمانية الجاهلة الحمقاء؛ تقوم بالدعاية المجانية لدعوتنا ولديننا وشرائعه ورموزه التي تعاديها، بل ربما يأتي اليوم الذي ترون فيه وتسمعون الاعتذار لفضيلة المرشد محمد بديع ومحمد مرسي وفوزي السعيد ورفاعي سرور وغيرهم، وساعتها ستعلمون أن دين الله هو من انتصر اليوم وليس شيخ الإسلام ابن تيمية.


التعليقات