شعب الكويت هو أحد شعوبنا العربية التي تعاني من مستجدات ومتغيرات طالت شعوب امتنا في عصر ما بعد الاستعمار؛ وإن اختلفت تفاعلاته لتناسب واقع الرفاه والترف الذي أصاب الشق الخليجي من هذه الأمة، ومع ذلك يحتفظ كثير من أهل الكويت المحترمين بصفاتهم العربية، من الكرم وإيفاء الناس حقوقهم وعدم غمطها كبعض جيرانهم، كما تحاول حكومة الكويت ونظامها الحاكم؛ القيام بدور التوازن السياسي والوسيط النزيه في خط واقعي شبه مطرد.
ما مدى خطورة هذا المنحنى، وهل قد يوصل أحد أبناء اليهوديات إلى سدة الحكم في إحدى أصغر الدول العربية وأكثرها ثروة؟ وكم من ابن يهودية بيننا يا ترى؟!
وأذكر أنه وفي أوائل التسعينات ثارت قضية رأي عام كويتية؛ ثم توسعت لتشغل الأوساط الإعلامية والشعبية الخليجية منها والعربية، وكانت القضية مثار الجدل تخص أحد الأمراء المنتمين إلى الأسرة الحاكمة وكون أمه يهودية!!
في الحقيقة فقد شغلتني عدة تساؤلات آنذاك -وكنت طالباً في الجامعة- منها على سبيل المثال:
ما مدى خطورة هذا المنحنى، وهل قد يوصل أحد أبناء اليهوديات إلى سدة الحكم في إحدى أصغر الدول العربية وأكثرها ثروة؟ وكم من ابن يهودية بيننا يا ترى؟!
وكانت ومازالت تحضرني مسرحية باي باي لندن التي نوهت إلى خطورة ما يقوم به بعض أثرياء الخليج في الخارج وما يبرمونه من علاقات وصفقات؛ والذي جسد دور أحدهم الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا وشاركته الممثلة حياة الفهد، وهي بالمصادفة السعيدة بطلة مسلسل رمضاني تطبيعي باسم “أم هارون” تزمع القناة المنتجة بثه في شهر رمضان المبارك؛ دون أن تتقي الله أو حتى تتقي كورونا!!
ويتحدث المسلسل عن اضطهاد اليهود بالكويت ولم يبلغ تعدادهم ١٠٠ أسرة على أكثر تقدير، كما أنها تشخص قابلة يهودية -حقيقة- لأم مسيحية وأب يهودي، ولم بتورع صانعوا المسلسل عن إبراز علاقات حب بين مسلمين ويهود!!
نفس الممثلة بالمناسبة هي من دعت حكومة الكويت قبل أيام إلى إلقاء الوافدين في الصحراء، وربما لو كان زكي طليمات حياً لتم إلقاؤه معهم قبل أن يؤسس المسرح الكويتي وهو ما ربما أعفانا من شرف مشاهدة حياة الفهد وأمثالها.
التعليقات