كورونا ومسايرة الظلمة والطغاة!

في زماننا انتشرت حالة من المادية في فهم وتحليل الأحداث وبناء المواقف، وتتمثل بالترتيب في أن القوى الكبرى والأنظمة القمعية تفرض إرادتها على بقية العالم والشعوب المستضعفة. وأن الحكمة تقتضي التعايش مع هذا الواقع ومسايرته. بينما المنظور الشرعي يخبرنا أن الأمور بيد الله، وأن البشر هم أدوات لانفاذ القدر الرباني، وأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب.

فالحياة اختبار وابتلاء، ومسايرة الظلمة والطغاة خسران كبير، فهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.

وكذلك المنظور التاريخي يخبرنا أن القوى الأضعف يمكن أن تنتصر على القوى الأقوى، وأن الإمبراطوريات والأنظمة القمعية لا تدوم لكنها تبلغ ذروتها ثم تتفكك.

وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا فيروسا لا يُرى بالعين المجردة يقلب العالم رأسا على عقب، وتكاد تصل تداعياته إلى معظم سكان الأرض، فتتغير أنماط حياتهم من جهة الدراسة والسفر وحرية التنقل والأنشطة الجماعية من صلوات واحتفالات ومباريات ومسابقات بل حتى يُحظر الخروج من المنزل في بعض البلاد.

فالحياة اختبار وابتلاء، ومسايرة الظلمة والطغاة خسران كبير، فهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.


التعليقات