تجارب مناهضة الاحتلال أو الاستبداد متى نبعت من الشعب، تبدأ عادة محدودة الخبرات والموارد، ثم عندما تكبر قليلا تجد أن الصراع منهك وشرس تتعاضد فيه قوى إقليمية ودولية للقضاء عليها، وعادة ما تتعرض تلك التجارب للوأد والإفناء في مرحلة مبكرة بعد عدة شهور وربما بضعة سنوات لتصبح جزءا من الماضي وينفرد العدو بتشكيل المشهد.
لذا عادة ما تبحث أي تجربة عن داعم يوفر لها الخبرات والموارد، ومفترض أن تبحث عن ذلك لدى الأقرب لها جغرافيا أو أيدولوجيا أو عرقيا أو دينيا أو مع من تتقاطع معهم مصالحها. وفي حال تخوف الكثيرين من تقديم يد المساعدة لسبب أو آخر عادة ما تتحالف التجربة مع من يمد لها يد العون.
هذا التحالف يكون له ثمن، وغالبا ما تتبلور نظرة متفاوتة لدى الأفراد داخل التجربة
وهنا تكون أمام خيارين، إما التحالف لتطوير القدرات وامتلاك مقومات الاستمرار في مواجهة عدو شرس متطور أو التلاشي ميدانيا لتصبح تجربة من الماضي يحكي عنها البعض في شاهد على العصر أو الكتب والمذكرات.
هذا التحالف يكون له ثمن، وغالبا ما تتبلور نظرة متفاوتة لدى الأفراد داخل التجربة، فالبعض يحاول التوازن، والاحتفاظ بمسافة من الداعم بحيث يقتصر التعاون على القضية محل تقاطع المصالح، والبعض الآخر يتحول ليصبح بيدق ويحول بوصلته تجاه قضايا لم تكن ضمن دوائر اهتمامه وعمله. وهنا يكون محل التفريق هل الأمر فيه استقلالية أم تحول إلى ارتهان وتبعية.
وإن التطور الذي شاهدناه في الجولة الأخيرة وما قبلها من جولات، جزء كبير منه نتاج دعم قُدم بالخبرات والموارد، والتغافل عن ذلك هو درب من التعامي عن رؤية الحقائق. لكن في نفس السياق يظل من المهم النصح والترشيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحفاظ على البوصلة من الانحراف، وهو أمر يختلف عن الحماقة والاسقاط وصولا إلى التكفير.
التعليقات