الهشاشة والتصلب في الواقع السياسي

تتسبب الأنظمة الديكتاتورية بشكل متعمد في حالة من الهشاشة الاجتماعية العامة التي تطال الجميع وعلى رأسهم الفئات السياسية وقياداتها.

وحين تهب ريح التغيير وتوشك أن تقتلع هذه الأنظمة، فإن قوة الهزة المجتمعية تؤدي إلى تحطم هذا السطوح الهشة وارتداد الجهة الوحيدة القادرة على الوقوف كآخر فئة نظامية وهي نواة النظام نفسه.

لكن بقية الفئات والمجموعات -وكتفاعل طبيعي- سرعان ما تعيد بلورة نفسها مستغلة قوة الحدث مهما كانت تضحياته للإطاحة ببقايا النظام.

وهذا ما يفسر انتصار الثورات المضادة في بداية كل ثورة حقيقية؛ ثم انهيارها وانهيار النظام نفسه ليتأسس عهد جديد.


التعليقات