حرب أكتوبر والروح (الإسلامية)!

بسم الله … الله أكبر … بسم الله

عندما تم نصر أكتوبر، وبدون الدخول في جدل أنه نصر (حقيقي) أو نصر (وهمي)، لكن المؤكد أن الجند في أغلبهم كانوا يقاتلون على الحقيقة، بل وحتى القيادات العليا الفنية أمثال سعد الشاذلي – رحمه الله تعالى – صاحب خطة المآذن العالية التي تم على أساسها (النصر) – لاحظ أن تسمية الخطة (إسلامية) صرفة – لكن القيادات السياسية هي محل النقاش حول دوافعها، وحقيقة اتفاقاتها السرية، فهي المتهمة بعمل تمثيلية الحرب، أو الحرب على الحقيقة.. كانت الروح (الإسلامية) الخاصة وليست الدينية كما يحلو للبعض أن يسميها؛ هي الروح الغالبة عند الشعب والجند..

وهكذا تعمل الحماسة الإسلامية وتسري في جسد الجميع، فلم يعبأ بليغ بذلك، واختار عددا من العاملين بالاستديوهات لا علاقة لهم بالغناء…

كانت الروح الجهادية هي السائدة …

هي العالقة في الأذهان …

روح محاربة (اليهود) …

روح الانتقام لشهداء 1967م المغدور بهم، والمدفونين تحت رمال سيناء..

العجيب أن هذه الروح امتدت حتى للعالماني، وصاحب المعاصي، فلم يجرؤ إلا على ترجمة هذه الروح (الإسلامية) إلى أغاني وأناشيد وأهازيج، بل وأبدع في ذلك أيما إبداع… بعد بيان الحرب الأول، وبشائر وأخبار النصر، استلهم الشاعر عبد الرحيم منصور الكلمات التي ظهرت في أول تصوير للجند أثناء العبور، ووضع كلمات تلك الأغنية في نفس اليوم – 6 أكتوبر – وحصل اتصال بينه وبين بليغ حمدي، الذي أضاف على الأغنية كلمات سمعها من المتظاهرين الذين خرجوا للاحتفال في الشوارع، بسم الله.. الله أكبر… بل ووضع هاته الكلمات كمقدمة للأغنية والتي لم يضعها عبد الرحيم منصور، ولحنها على الفور بعد سماع الكلمات، وزاد كلمات المحتفلين بعد التلحين.. لكنه فوجئ بمنعه من دخول مبنى التليفزيون لدواعي أمنية، فقابل المنع بإصرار على الدخول، في مشهد وطني غير معتاد، فسمحوا له.. لكن المفاجأة أنه نسي.. من سيقوم بالغناء!!!

وهكذا تعمل الحماسة الإسلامية وتسري في جسد الجميع، فلم يعبأ بليغ بذلك، واختار عددا من العاملين بالاستديوهات لا علاقة لهم بالغناء، ودربهم فورا على الغناء الجماعي، وأذيعت الأغنية في نفس التوقيت بصوت الموظفين الذين لا علاقة لهم بالغناء.. إنها حماسة وروح وفرحة الانتصار المشوب بالصبغة الإسلامية… وبغض النظر عن أحكام الغناء ونحوها، هذا ما استشعره بليغ ومنصور والعاملون.. هذا ما سرى فيهم فعبروا بما يعرفونه..

أيها السادة.. إنكم لن تنتصروا إلا بإسلامكم، ولن تجدوا خروجا مما ترونه اعوجاجا في حياتكم إلا بإسلامكم، إنها القوة الكامنة في صدوركم التي يحاول أعداؤكم إخفات صوتها، ويقر الوطنيون من (العالمانيين) بأنها .. مفتاح النصر!

بسم الله… الله أكبر… بسم الله… إنه النداء والبداية التي تقشعر لها الأجسام .. أذن وكبَّر.. بسم الله.. بسم الله… ثم الولوج لتفاصيل العبودية الإسلامية الخالصة، الأذان، والتكبير، والتسمية.. نصرة لبلدنا بسم الله… فليست النصرة منا ولا بقوتنا، وإنما.. باسم الله.. بتحيي جهادنا.. بسم الله… ولا أعرف لو قام أحدهم بذكر الجهاد الآن ما سيكون مصيره..
 
وأذان على المدنة (المأذنة).. بسم الله.. بسم الله.. هذه كلمة السر، ومفتاح النصر.. فالشاعر والملحن يقرران أن الأذان على المآذن يدعم الجهاد، فلا انفكاك بين الآذان والجبهة، فليس الآذان للداخل فقط وبين أروقة المساجد، بل المعانقة بين المأذنة وساحات الوغى هي مفتاح النصر..
 
ثم تتكرر في كل مقطع (مذهب الأغنية) بسم الله.. الله أكبر.. الذي يؤكد دائما هذه الروح..

أيها السادة.. إنكم لن تنتصروا إلا بإسلامكم، ولن تجدوا خروجا مما ترونه اعوجاجا في حياتكم إلا بإسلامكم، إنها القوة الكامنة في صدوركم التي يحاول أعداؤكم إخفات صوتها، ويقر الوطنيون من (العالمانيين) بأنها .. مفتاح النصر!

فلا تلقوا مفتاح نصركم، إلى أعدائكم، فيخفيها في.. غايبت الجب!!!


التعليقات