الرقص على أوتار … المخابرات!
(أضواء .. على راقصة قطاع عام)!!
ظل توفيق الحكيم الكاتب المفكر المثقف من أشد مناصري ثورة يوليو، وكلما ظهرت أصوات معارضة للطاغية كان هو ممن يدافع ويبرر، حتى (استيقظ) وألف كتابه (عودة الوعي)..
لكن مع ملاحظة (دقيقة جدا): أنه لم يؤلف الكتاب إلا في عهد (السادات) في عام 1972م، وفي فترة كان يحاول السادات تحطيم أسطورة عبد الناصر بكل وسيلة.. فظهرت الأفلام والتحليلات التي تنتقد فترة الطاغية ناصر..
والعجيب أن (بتوع اليسار) هم من كان يشتغل في هِمّة عجيبة مع الحاكم (الرأسمالي) الجديد… فقام المخرج علي بدرخان (اليساري) بإخراج فيلم (الكرنك)، واستغل زوجته وقتها سعاد حسني!! وقام المخرج كمال الشيخ بإخراج فيلم (على من نطلق الرصاص)..
إنها الطبقة التي يُفترض فيها أن تكون (كِريمة) المجتمع، وقيادته الفكرية، لكنها في الحقيقة لا تخرج عن كونها: راقصة قطاع عام!
ثم تطور الأمر حتى وصلنا إلى فيلم (القطط السمان) الذي يمثل انحدارا وكلاما مباشرا ساذجا!!
وبعد قيام السادات بــ(ثورة!!) التصحيح، والمقصود أن يكون بطلا ثوريا هو الآخر، ومُصَحِّحا لمسار ثورة سُرقت وحادت عن مسارها..
وكل هذا كان رقصًا على عزف هادئ للمخابرات المصرية في هذا الوقت، وأحيانًا يأتي العزف صاخبًا ومفزعًا على موسيقى (الروك) التي انتشرت وقتها، ومحركًا للأقلام والإبداعات لتكتب عن الفترة المظلمة السابقة، والتي كان من المفترض أنها تُجابِه عدوًا إسرائيليا محتلا لجزء من أرض مصر، لكن مهمتها الحقيقية (المقدسة) هو الحفاظ على (العرش)..
عندها فقط (يرقص) توفيق الحكيم، ويتحرك قلمه ليكتب (عودة الوعي)، لكنه يقدم (وَصْلة) على استحياء من رقصته السابقة على المقطوعات المتتابعة لمخابرات ناصر … إنها الطبقة التي يُفترض فيها أن تكون (كِريمة) المجتمع، وقيادته الفكرية، لكنها في الحقيقة لا تخرج عن كونها: راقصة قطاع عام!!!!!
التعليقات