تثبت تجربة محمد علي الأخيرة عدة حقائق:
أولاً: أن وسائل التواصل الاجتماعي مازالت قوية جداً ومؤثرة وفاعلة رغم كل محاولات التكميم والتشتيت والإلهاء والاختراق، وهي كل وسائل النظام في مكافحتها بعد ضلوعها في تفجير ثورات الربيع العربي.
ثانيا: إفلاس النخب والخطاب النخبوي المعتمد على التشنج والفوقية وإثبات الذات أو إستعلاء الفئات، وعدم انشغالها بتطوير استراتيجيتها وخطابها السياسي والإعلامي رغم امتلاكها العديد من الأدوات.
هؤلاء جميعاً وانضم إليهم محمد علي مؤخراً على فوارق ضخمة بينهم جميعا في التخصصات والقيمة والمستوى؛ نستطيع أن نقول ونحن واثقون أنهم تمكنوا من اجتياج الطبقة المتوسطة…
ثالثاً: الاحتياج للخطاب الشعبي البسيط والارتجالي بنسبة كبيرة من شخص يستطيع غالبية الناس أن يقولوا ولو في أنفسهم إنه (واحد زينا)، وهذا الخطاب لا يشترط أن يكون من شاب مدخن بسيط كما يقول عن نفسه فحسب.
وإنما يعيد للاذهان خطاب فضيلة الشيخ الكبير عبد الحميد كشك، فهو خطاب شعبي منبري مثلاً وكذلك الشيخ عبد اللطيف مشتهري بل والشيخ الشعراوي رحمه الله -لا في الثورة وإنما في تبليغ معاني القرآن وحقائقه للناس-، وخطاب الدكتور مصطفى محمود في تقريب حقائق العلم ومعانيها الإيمانية رحمهم الله جميعا.
هؤلاء جميعاً وانضم إليهم محمد علي مؤخراً على فوارق ضخمة بينهم جميعا في التخصصات والقيمة والمستوى؛ نستطيع أن نقول ونحن واثقون أنهم تمكنوا من اجتياج الطبقة المتوسطة بدرجات متفاوتة وبعض المستويات أدنى وأعلي منها قليلاً.
وعلى مستوى القاع فقد استخدمت أجهزة الدولة الأمنية توفيق عكاشة للوصول لقطاع عريض فوجئنا جميعاً أنه صار يمثل قاعدة تحتية خطيرة للمجتمع بنفس الأخلاقيات والألفاظ والمعاني التي صارت تمثلها هذه القاعدة والتي تمكن تسميتها “بالعكاشيين” وهي تحديداً التي عرفها كارل ماركس من قبل بالبروليتاريا القذرة أو الوسخة.
واتضح لاحقاً أنها أخس وأخطر أدوات الثورة المضادة في إجهاض ثورة يناير المجيدة.
التعليقات