مما تعلمته من الشيخ أشرف عبدالمنعم

مما تعلمته من الشيخ أشرف عبدالمنعم فرج الله عنه، ألا يكون المرء أسيرا للحظة الراهنة في رؤيته، وأن يرى الأحداث في سياقها الأوسع، وإلا سيتشكل كل لحظة حسب الموقف اللحظي الذي يوضع داخله. وهو ما يستلزم التفرقة بين المرونة مع الواقع، والتي هي سمة محمودة، وبين التشكل بالواقع، والتي هي سمة مذمومة تجعل العقل أسيرا له ومحدودا به.

حين أدرك البعض أن التغيير ليس نزهة أو فسحة أو أغنية أو تظاهرة عابرة، إنما له ثمن باهظ، بدأت مرحلة جديدة من إعادة التموضع..

وقد كانت مرحلة ما قبل ثورة يناير مرحلة إنكسار للتيار الإسلامي المصري، انتشرت فيها أفكار طاعة الطغاة باعتبارهم أولياء أمور، كما انتشرت فيها عبارات الثناء على رموز النظام، وصولا لوصف مبارك بأنه أب لكل المصريين. في حين كانت المبادرات سلعة رائجة داخل السجون، وبتصدر تجاربها للدول الأخرى.

وبحلول يناير ٢٠١١ تلاشى كل ذلك وأعاد الكثيرون تموضعهم، وتمحكوا في الثورة، بما فيهم برهامي والشحات وغيرهما!، ثم جاء الانقلاب بتداعياته المهولة، وحين أدرك البعض أن التغيير ليس نزهة أو فسحة أو أغنية أو تظاهرة عابرة، إنما له ثمن باهظ، بدأت مرحلة جديدة من إعادة التموضع.

ومع مرور الوقت بدأت تعلو أصوات تدعو (لتصحيح العلاقة مع الدولة)، ومدح النظام لمحافظته على تماسك المؤسسات، رغم أن الثورة لم تندلع ابتداء إلا رفضا لفساد واستبداد نظام يوليو ، وفشله في الوفاء بتطلعات الجماهير.

وأحسب أن اللحظة الراهنة بثقلها لن تستمر كثيرا، لأن المنطقة كلها تمر بسيولة، والنظام وصل مرحلة الشيخوخة، والاستسلام ستكون عواقبه وخيمة في كافة المناحي.


التعليقات