كثير من الشباب الغيور على الدين لما اصطدم بواقع حكم د. مرسي.. ولم يرى المسارعة في تطبيق الشريعة تحت راية يجتمع كل المسلمين تحتها ووفق رؤية واضحة وخطوات على الأرض منجزة.. أفاق من صدمته فما كان منه إلا أن قام بتسويته بأعداء الشريعة وجعلهم جميعًا في خندق واحد..
تماما كما فعل من قبله شباب نظر إلى كل من اشترك في الانتخابات نظرة واحدة معتبرًا إياهم جميعًا عبيدًا للديمقراطية، غير معتبرين لتأويل أو اجتهاد من علماء عاملين يشهد تاريخهم بنضال وجهاد للظالمين..
إلى هؤلاء وهؤلاء أهدى هذه الفوائد النفيسة بقلم إمام أصولي مفسر شهد بعلمه القاصي والداني.. فإن لم يقتنعوا فلا أقل من أن يعذروا من أخذ بمثل اجتهاده..
قال الإمام السعدي في تفسير سورة هود تعقيبًا على قصة شعيب عليه السلام: (ومنها أن وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم إرادة الإصلاح بحسب القدرة والإمكان فيأتون بتحصيل المصالح وتكميلها أو بتحصيل ما يقدر عليه منها وبدفع المفاسد وتقليلها ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة وحقيقة المصلحة هي التي تصلح بها أحوال العباد وتستقيم بها أمورهم الدينية والدنيوية.. ومنها أن من قام بما يقدر عليه من الإصلاح لم يكن ملوما ولا مذموما في عدم فعله ما لا يقدر عليه فعلى العبد أن يقيم من الإصلاح في نفسه وفي غيره ما يقدر عليه…
ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان..
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم..
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم
التعليقات