عندما يكون القتل والحرق في قاموسهم

شاب من شباب التحفيظ منذ أكثر من عشر سنوات يعاني من التفكك الأسري دخل في خناقة فضرب زميله في المدرسة في وجهه وجاءني فوبخته فاعتذر لي أنه كان في حالة غضب.. فقلت له: لا عذر لك فيما فعلته مع أخيك، لأن هذا كان في قاموسك أصلا قبل الخناقة.. فطلب توضيحًا.. فقلت له: هل كان من الممكن وأنت في حالة الغضب أن تسب الدين له أو تضربه بزجاجة في رقبته. قال لي: طبعا لا.. قلت له: لأن هذا ليس في قاموسك ولذلك لن تفعله حال الغضب.. لكن لما كان الضرب في الوجه في قاموسك وإن لم تفعله بنفسك قبل ذلك.. ولكنك اعتدت عليه ممن حولك فصار شيئًا عاديًا لا تستقبحه، ولذلك سهل عليك فعله حال الغضب..

رسالتي لكل متمرد مخدوع: لا يكن في قاموسك القتل والحرق.. وإن لم تفعله بنفسك.. ولكن سكوتك على فعله وعدم الوقوف ضده.. مشاركة فيه ويوشك أن تقع فيه..

رسالتي لكل مسلم حر: إياك والورع الكاذب .. وادفع عن نفسك وعرضك.. وعرض المسلمين هو عرضك.. وكل من شهر سلاحًا على المسلمين وكانت له عصابة تحميه تسرق وتقتل وتحرق وتروع الآمنين فليس منا وإنما هو محارب لله ورسوله مفسد في الأرض.. فتدبر قوله تعالى: (بغير نفس أو فساد في الأرض)..

قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33))

رسالتي لكل من أدخل القتل والحرق في قاموسه: أمامك فرصة من الله:(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).. ولايغرنك حلم الله عليك.. فلن ينفعك مال حين ينزل بك عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة.. والله يمهل ولا يهمل..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


التعليقات