المزية العيب

بالنظر وجدت أن هناك صفة مطردة في الأفراد والجماعات؛ ألا وهي الميزة العيب. فأكثر الناس يكون سر تميزهم هو نفسه صفة عيبهم، ولا أعني بهذا أن يكون ذكاء شخص هو سر غروره مثلاً، فهذه صفة غير تلك. أنما اقول أن ذكاء الشخص هو ما قد يجعله يتصرف تصرفات قد تبدو غبية أحياناً!!

المتغافل شخص ذكي يفهم الناس ويسبر أغوار الأمور، لكنه يوجه صفة الذكاء تلك لمصلحته فلا ينكد نفسه ولا يزعج غيره.

فمثلاً يكون ذكاء المرء سبباً في فهمه لكثير مما يدور حوله بل وما في نفوس الناس وأسباب تصرفاتهم الخفية، مما قد ينغص عيشه وينعكس على سلوكه في مقابل تصرفاتهم، فقد يسيء لمن يظهر المودة؛ وما ذاك إلا لإدراكه زيف مودته، وهكذا، كما قد يسبق من حوله في فهم الامور فيرهقهم من أمرهم عسراً، والخلاصة انه يكون شخصاً غير مريح تماماً للمحيطين به.

ولذا كان مما يؤثر عن سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف قوله: “من لم يتغافل تنغصت عيشته”. فالمتغافل شخص ذكي يفهم الناس ويسبر أغوار الأمور، لكنه يوجه صفة الذكاء تلك لمصلحته فلا ينكد نفسه ولا يزعج غيره.

وكذلك فالشخص المنجز وافر الأعمال كثيراً ما تكون وفرة أعماله على حساب تميزها مع قدرته على الإتقان والتميز. وأظن أن هذا مطرد في الافراد والجماعات بصورة تكاد لا تنخرم.


التعليقات