عظم الله أجوركم وأجور المسلمين في كل قطرة دم مسلمة سالت من شهداء الجمعة الأبرار، وأسال الله أن يتقبل غربتهم وشهادتهم وقتلهم في بيته وفي يومه وفي طاعته.
لا يمكنني أن أسلم بردود الفعل الفردية والتي لا تعني سوى مزيداً من الانحدار والدمار لأمتنا، وقد برمجت على هذه الانفعالات عقول أغلب أبناء الجيل أفراداً وقادة ومفكرين..
لست من هواة إظهار الاعتدال؛ ولا أرى إهدار دماء المسلمين، بل ولا حتى الكافرين بغير ذنب اجترحوه، وهي وصية رسول الله ﷺ في غزوهم ووصية خلفائه من بعده رضي الله عنهم أجمعين.
وحال أمتنا اليوم يراه كل ذي عين، فنحن اليوم شعوب مفرقة وأوزاع ممزقة، وليس لنا من دولة مركزية ترعة شئون المسلمين كافة، بل لا ابالغ إن قلت أن جميع الدول الإسلامية تعمل صد مصلحة الأمة الإسلامية، على الاقل أنظمتها وحكامها الخونة.
ولذا لا يمكنني أن أسلم بردود الفعل الفردية والتي لا تعني سوى مزيداً من الانحدار والدمار لأمتنا، وقد برمجت على هذه الانفعالات عقول أغلب أبناء الجيل أفراداً وقادة ومفكرين، حتى غدونا كأننا بين هند في البغى وسمية.
فقوم قد ركبت عقولهم وتوجهت ضمائرهم قبل موتها نحو بوصلة الغرب، يولون وجوههم شطره فهو قبلتهم التي تهوي إليها أفئدتهم، والغرب يشرب من دمائهم ودماء المستضعفين كافة ليل نهار ويستبيح ثرواتهم ومقدراتهم ويدعم قاتليهم.
وآخرون قد عشقوا إطلاق الصرخات في الفراغ أو الرصاصات في المليان ولكن في غير وجهتها، فيطلقونها علينا في مسجد الروضة تارة وفي ساحة جهاد الشام والعراق تارات لها ثارات.
لا تكن خارحياً لعن الله الخوارج ولا تكن منافقاً أو عميلا ولا مستعملاً لعن الله العميل والمستعمل وفي كل شر وإثم وغي.
وحتى أولئك الغيارى الذين يطلقون شعارات الثأر وينادون بالثبور وعظائم الأمور للغرب كافة دون تفكيك ولا تفكير، فإنهم لا يستطيعون -على الاقل في الوقت الحالي-أن يوقعوا ما نادوا وهددوا ونددوا به، وقد أمرنا أن نقول ما نفعل ونفعل ما نقول!!
لا تكن خارحياً لعن الله الخوارج ولا تكن منافقاً أو عميلا ولا مستعملاً لعن الله العميل والمستعمل وفي كل شر وإثم وغي.
فالواجب هو التعقل وتفكيك شرائح الغرب والتمييز بين بلد معادٍ ظاهر العداوة، وتقوم على ذلك منابره الإعلامية والتعليمية بل وأنظمته العسكرية والسياسية؛ وبين بلد آخر ليس كذلك فنطالبه بمعاقبة المجرمين الذين سفكوا دمائنا ونضغط عليه لجني أكبر المكاسب الممكنة في هذا البلد فيفع عكس مقصود أولئك الإرهابيين الذين ولغوا في دماء الجمعة الناضية وامثالهم.
لابد من تمييز المرحلة وأولوياتها وحال الأمة قوة وضعفاً وأحوال حراسها من المؤمنين قدرة وعجزاً، بل ومدى استعداد الأمة كلها لتحمل ونصرة ومسئولية المسلمين في تلك البلاد التي ننادي باستهدافها.
وليست الأولوية هنا لتهديد مثل تلك البلدان ولا التحريض عليها ليقوم رجل غيور أو متحمس غاضب أو مجموعة محدودة بالرد بالمثل، ومثل هذا العمل يحتاج إلى رأي شرعي وتوصيف واقعي تفصيلي وسديد وصحيح لواقع المسلمين هناك وهم أدرى به.
كما لابد من تمييز المرحلة وأولوياتها وحال الأمة قوة وضعفاً وأحوال حراسها من المؤمنين قدرة وعجزاً، بل ومدى استعداد الأمة كلها لتحمل ونصرة ومسئولية المسلمين في تلك البلاد التي ننادي باستهدافها.
كما لابد من تقوية ودعم المسلمين في هذه البلدان وإمدادهم بالدعاة والمفكرين والقادة، وتوسيع شبكاتهم الإعلامية والدعوية وإدارة ظروفهم ومواقفهم بمبادئ علوم إدارة الأزمات، بل والإدارة بالأزمة نفسها وليس إدارتها فحسب.
كما أنه من الواجب ان يشغلنا العمل على تقوية شوكة الجهاد “الصحيح” وتوسيع دائرة الجماعات الجهادية، لا كسر شوكتها ولا تحجيمها، فهي الضمانة الأولى والاهم لمواجهة المد الصليبي والإلحادي القادم من الشرق والغرب لاستئصال شأفة أمة رسول الله ﷺ.
أعلم أن ما أقول سيواجه بانتقادات ولكن لابد لصوت العقل والشرع أن يعلو ويسمع وليكن ما يكون، فبه لا بغيره نكون أو لا نكون.
التعليقات