غطاء حلة!!

رحم الله شهداءنا في حادث نيوزيلندا الإرهابي، لكن الحقائق عندما تتكشف تحمل معها رسائل تؤكد على المعادلة الصفرية التي يتعامل بها أعداؤنا معنا، وأن أقراص التخدير المذابة في مشروب السلام الزيتوني جزء من استراتيجية المواجهة:

أولا:

تكشف التحقيقات أن الصليبي برينتون تارانت قد أرسل بريدا أليكترونيا قبل التنفيذ بعشر دقائق إلى رئيسة وزراء نيوزلندا، فلا تغتر بنبرة صوتها الحزينة وبيانها التمثيلي، فقرائن التواطؤ الرسمي متعددة.

ثانيا:

الصليبي كان في حالة هدوء تام وعدم انفعال واطمئنان أنه لن يلقى أي مواجهة من أي أحد، سواء من الضحايا المسلمين، أو من الشرطة أو المارة أو أي جهة أخرى، فنفذ جريمته بكل هدوء وسكينة.

ثالثا:

الجريمة تدخل في الحرب العقدية للصليبيين، ولا علاقة لها باللون الأبيض وغيره، فالبيض المسلمين الذي دخلوا في الإسلام مستهدفين، ولا علاقة لها بالمهاجرين وغيرهم، فغير المسلمين من النصارى أو الهندوس الذي هاجروا لهذه الديار غير مستهدفين.

رابعا:

الجميع مهاجرون … فهل كانت هذه دياركم أو أرضكم أيها الصليبي؟! بالطبع لا، فقبل احتلال الأوربيين لأستراليا وما حولها في أواخر القرن الثامن عشر كان لهذه الأرض سكان أصليون تم الاستيلاء على أرضهم وإبادة معظمهم (وتغيير نمط حياتهم وثقافتهم) لصالح الجرذ الأبيض.

خامسا:

العقيدة والتاريخ لا يمكن إهمالهما في الصراع الصفري الذي يفرضه الغرب على المسلمين، فهو ينطلق منه، وإليه!

سادسا:

من احترق واعتبر أن القضية قضيته وسارع بإصدار ولو بيان هو الأولى بالمساندة والولاء.

سابعا:

يشترك في الجريمة العدو الصليبي الأبيض كترامب ومن على شاكلته، كما يشترك فيه العدو المتدثر بجلدتنا، والمسمى بأسماءنا، الذي بدأ بالهجوم على المصلين في ساحة الحرس الجمهوري، وفي المساجد في القائد إبراهيم وفي رمسيس وفي رابعة، وأحرقها بمن فيها، ولم يرقب في المصلين إلا ولا ذمة، وصنع المجسمات على شكل مسجد لمهاجمتها، وقام بتصوير ذلك وإذاعته ولم يفعله في السر، وجعل من وزارة الأوقاف التي من المفترض أن تقوم بالدفاع عن الإسلام والمقدسات أن تقوم هي بنشر رسوم تصور أصحاب السُّنة على أنهم (نموذج) الإرهاب، ثم لم يتورع على التحريض على مساجد المسلمين في أوروبا ونحوها، والتحذير منها، و(الاعتراف) أمام الصليبيين أننا (عندنا مشكلة)، وأن المسلمين في العالم يريدون (القضاء) على غيرهم … فأي جُرم بعد هذا، وهل الصليبي الإرهابي برينتون تارانت إلا أداة قامت بتنفيذ ما دُفعت إليه دفعًا؟!!

ثامنا:

هل سيستمر مسلسل الاستضعاف والإرجاء المفروض علينا بحيث نُذبح كالنعاج على مرأى وأعين من العالم كله دون أن يكون لنا (غطاء حلة) نواجه به من يعتدي علينا ويريق دماءنا ويخدش أعراضنا ونحن في حالة استكانة واستسلام، وهل هذا ورع أم خيانة لوظيفة الأمة؟!!


التعليقات