الصراع بين فئات المجتمع مقصد جاهلي أصيل

تعقيباً على حملة خليها تعنس والحملة المضادة خليك جنب أمك.

فإن مما انتقل إلى مجتماعاتنا من أخلاق وأدبيات المجتمعات الأخرى في عدوى التشوه الثقافي؛ هو افتعال الصراع بين الرجال والنساء أو بين الأجيال القديمة والحديثة ونحو ذلك، كما تعمل أنظمة السوء الفاشلة على إشغال المجتمع بعضه ببعض، وجعل الناس شيعاً يأكل بعضهم بعضاً، وفي ذلك ليتحمل الناس أوزار النظام العميل الذي أذل الناس وافقر الناس وأفسد أخلاق الناس.

فالشعب سيخوض صراعاً وهمياً ضد “الإرهاب المحتمل” يوماً ما، وفي اليوم التالي ضد “أهل الشر”، كما لا بأس أن يقاطع الشعب تجار الفاكهة ويطلقوا حملة “خليها_تعفن”، مرة أو “خليها_تصدي” ، أو “خليها_تعنس” مؤخراً وهذا بالتاكيد لكي نصل إلى مرحلة خليها خرب !!

لكنك لن تجد أبداً حملة خليها تعمر أيها العتل الزنيم القابع على كرسي الحكم في مصر أنت وعصابة علي بابا والأربعين حرامي ولص وكلب وخنزير.

وفي نفس هذا السياق الهزلي، يأتي تدشين حملتي “تعنس” و “جنب أمك”، ولو أنها لو “عنست” فلن تكون أمك بل ستظل دائماً وأبداً خالتك، ولن تكون أنت ولا غيرك.

المهم أن هذا مما ترسخ في المجتمعات الغربية -ومجتمعات اخرى غيرها- من تصورات خرافية عن المرأة، وأنها من نسل الارواح الشريرة او نحو ذلك من الاباطيل، ثم زادته الدعاوى الحمقاء لما أسموه “تحرير المرأة” بعد الثورة الفرنسية وعصر النهضة الصناعية الأوربية.

نحن لا شأن لنا بذلك إذن، ويوماً ما يوم كانت هذه البلد عظيمة ويوم ما كانت عريقة؛ يوم كان الشاب المصري الكادح من الطبقات المتوسطة والفقيرة يكافح لتزويج أخواته البنات، وكان عيباً وعاراً أن يتزوج قبلهن ولو كن عشر بنات، لا أن يطلق الحملات لجعلهن عوانس في بلد يسجل أعلى المعدلات في نسبة العنوسة والطلاق أصلاً.

هذه هي اخلاقنا إذاً وهذه شهامتنا ورجولتنا وهذا ما تربينا عليه وما كان عليه آباؤنا الكرام.


التعليقات