(وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)
نحتاج لمراجعة متأنية لحديث (من رأى منكم منكرا فليغيره..) لأنه انتقل من الحديث عن التغيير باليد إلى التغيير باللسان عند عدم الاستطاعة الحالية.. على الرغم من أن المنطق الذي يتكلم به البعض يقتضي الكف عن إنكار المنكر عند عدم استطاعة تغيير المنكر باليد لأن الإنكار باللسان سيكون عديم الجدوى آنذاك..
وبضم هذا الحديث مع حديث (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله) يتضح قصد الشرع إلى حماية الحق في قلوب الناس ورفع رايته ولو بذلت الأرواح في سبيل ذلك.. ولو لم ير الشهيد أثر عمله كما حدث مع حمزة رضي الله عنه.. ولو ظل الواقع ملطخا بالباطل لفترة مقدرة من الله لا من أهل الباطل..
وهذا يتسق مع النظرة الشرعية للمنكر والباطل باعتباره أمرا طارئا غير مقصود لذاته بل هو أداة ابتلاء واختبار يتميز بها الناس إلى فريقين: فريق ينحاز إلى الحق وأهله.. وفريق ينحاز إلى الباطل وأهله.. فقدرة الله على إنهاء الباطل معلومة ولكنه الابتلاء.. (وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)..
اللهم اجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون.. واجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون..
التعليقات