(فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون)
لاحظ:
١- فرددناه بنون العظمة فالكل مسخر لتحقيق إرادة الله وأول المسخرين هم أعداء الله أنفسهم.
٢- الله نهاها عن الخوف والحزن وأعانها ووفقها كي تقر عينها ولا تحزن.. وتلك سنة الله مع أوليائه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصديق في الغار: لا تحزن إن الله معنا.. فمعية الله مذهبة للأحزان.
٣- ولتعلم أي لتوقن أن وعد الله حق.. كان هناك وعدان: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).. فحقق الله الوعد الأول ليؤكد على تحقيق الوعد الثاني ولو تأخر قليلا عن الأول.. ولكنه يقع في الوقت المحتوم المقدر له.
٤- ولكن أكثرهم لا يعلمون هكذا بضمير الغيبة فهم غائبون عن الحق والوعد وهم أبعد الناس عن قرار العين وعدم الحزن .. ما أشقى عيشتهم وما أشد ألمهم فهم غارقون في الضنك.. الخوف يسكن في قلوبهم والحزن بادي في عيونهم.
وأخيرا.. أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله وينضموا لحزبه ويسعوا للحاق بجنده فوالله إن جنده هم الغالبون وإن حزبه هم المفلحون وإن المؤمنين هم الآمنون..
لا تخافوا على من في الميدان فقد قرت عيونهم بما يرون كل يوم في رباطهم وذهب الحزن عنهم بمعية ربهم فكانا شعارهم: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا يخيب قوم كان هذا ذكرهم.
التعليقات