آيات استوقفتني خاطب الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم..
في سورة الجاثية.. تلك السورة التي ختمت بنسبة كمال الكبرياء لله:
(وَلَهُ الْكِبْرِيَآءُ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعِزِيزُ الْحَكِيمُ)..
آيات أحسست بها.. وكأنها تثبتنا بصفتنا أتباع النبي الخاتم..
آيات تقيم ميزانًا لا يحيف.. وتصف المسميات بأسمائها الحقيقية..
آيات تصف الواقع.. وتدلك على الطريق.. وتطمئن القلوب..
«ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ، وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ» ..
يقول سيد قطب رحمه الله:
(وهكذا يتمحض الأمر.. فإما شريعة اللّه، وإما أهواء الذين لا يعلمون..
وليس هنالك من فرض ثالث ، ولا طريق وسط بين الشريعة المستقيمة والأهواء…
إنها شريعة واحدة هي التي تستحق هذا الوصف ، وما عداها أهواء منبعها الجهل.. وعلى صاحب الدعوة أن يتبع الشريعة وحدها ، ويدع الأهواء كلها..
وعليه ألا ينحرف عن شيء من الشريعة إلى شيء من الأهواء..
فأصحاب هذه الأهواء أعجز من أن يغنوا عنه من اللّه صاحب الشريعة..
وهم إلب عليه فبعضهم ولي لبعض..
وهم يتساندون فيما بينهم ضد صاحب الشريعة..
فلا يجوز أن يأمل في بعضهم نصرة له أو جنوحا عن الهوى الذي يربط بينهم برباطه..
ولكنهم أضعف من أن يؤذوه..
واللّه ولي المتقين..
وأين ولاية من ولاية؟
وأين ضعاف جهال مهازيل يتولى بعضهم بعضا من صاحب شريعة يتولاه اللّه: ولي المتقين؟)
فإذا أثرت فيك تلك الكلمات.. فاختبر يقينك بها..
فإذا كنت ممن يوقن بهذه الآيات فهنيئًا لك بالجائزة:
(هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)..
التعليقات