استعادة اللحمة الوطنية !

كلما تدبرت في موضوع استعادة اللحمة الوطنية، وجدتهم يقصدون شخصيات حرضت على الانقلاب، ثم دعمته، وصفقت للمذابح ضد الإسلاميين، وبعد أن ركلهم السيسي بدأت أصواتهم تتعالى تنديدا ببعض ممارساته.

والمشترك بينهم عبر كل تلك المحطات، أنه لا وزن لهم على الأرض، وأنهم لم يحاولوا أن يعترضوا يوما بجدية على النظام، وكل مبادراتهم تستند على محاور ثابتة:

1- إهدار حق الإسلاميين في السلطة من الأصل.

2- مخاطبة السيسي باعتباره ممثلا شرعيا للدولة، ورأسا لها، لا باعتباره زعيم عصابة انقلابية.

3- تجنب تقديم أي مبادرات لها أبعاد واقعية، والاكتفاء بطرح أماني ورغبات وهلاوس باعتبارها مطالب وبنود، وذلك لاكتساب بنط في المشهد لا لإحداث تغيير جاد.

أما بعض الأصدقاء من مروجي أطروحة ليس لدينا بديل، فهذا خطاب العاجز اليائس، فالتداول سنة الحياة، ومسارات التغيير تاريخيا معروفة، ولكننها تتطلب بذلا حقيقيا، وأثمانا باهظة. حتى لدى الغرب، فلم تحصل شعوبه على حرياتها النسبية سوى بعد مطاحن ومعامع، ونضال حقيقي ضد الاستبداد السياسي والديني.

فمن الجيد والمهم والمطلوب طرح مبادرات جادة تتجنب ثالوث المبادرات الهزلية المذكورة أعلاه (إهدار حقوق الإسلاميين، شرعنة النظام، الهزي بكلام لا واقع له).


التعليقات