مفهوم القبيلة

هل انتهت القبيلة والقبلية في المجتمعات التي تزعم التحضر بتزييها ببعض زخارف الانماط الثقافية الغريية؟!

إن جواب هذا السؤال، يكاد أن يكون لغزاً وأحجية رغم كونه سهلاً وتافهاً!! أو قل إن شئت سهلاً وممتنعاً.

مباريات كرة القدم والتعصب الكروي، هو تجسيد حي وحقيقي لكل مفاهيم القبلية والعشائرية وعصبيتها

فاختراع الاحزاب السياسية كمرتكز ديناميكي لممارسة العملية الديمقراطية هو تطوير حقيقي لمفهوم القبيلة، واستبدال شكلي له، أو محاولة لاختراع قبيلة قابلة للانضواء في هيكلية القوميات الحديثة على الطراز الغربي ما بعد النهضة؛ إذ القبلية تتعارض في بعض مرتكزاتها مع مفهوم الدولة القومية والتي هي في جوهرها قبيلة كبيرة ذات مواصفات مختلفة ومخترعة.

وتكتلات الأحزاب هي أقرب لمفهوم البدنة أو مجموعة العشائر ذات التوجه المشترك يميناً او يساراً أو وسطاً حسب التقسيم الفلسفي السياسي لفلاسفة ما قبل الحداثة.

ومباريات كرة القدم والتعصب الكروي، هو تجسيد حي وحقيقي لكل مفاهيم القبلية والعشائرية وعصبيتها، بل تطور من الولاء العشائري الضيق إلى إعادة تشكيل البنية المجتمعية والولاء الوطني أو القومي وتشكيل العصبية على أساس الفريق ولو كان أجنبياً مختلفاً في الموطن والثقافة والديانة والولاءات إلى آخر تلك الانتماءات، مما قد يطغى أو يضعف الولاء للدين أو الوطن مع الوقت بدرجات متفاوتة ولو عند القليل من الناس.

كما تحولت كثير من الجماعات والفئات الإسلامية إلى قبائل ذات مرجعية إسلامية، فلا هي استفادت من قبليتها -بما في المفهوم من خير وشر- ولا هي استتمت إسلاميتها.

ومعضلة كالوضع السياسي في مصر الآن هي إحدى صور القبلية التي توالي فيها بعض الجماهير الفريق العلماني العسكري، في مقابل معسكر الإسلاميين الذي يمثل لهم القبيلة المنافسة بغض النظر عن صحة ذلك من عدمه!!

ولذلك تجد بعضهم -وقد صاروا قلة- يدافعون عن قرارات شيخ العشيرة أو إن شئت قلت شيخ المنصر السيسي ويصفون زعامته واحقيته ونباهته إلى آخر الصفات الميثولوجية العميقة “لزعيم القبيلة” أو “زعيم العصابة”.


التعليقات