وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

(وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) هذا الختام مفتاح من أهم مفاتيح سورة القصص والتي اتسعت لتفاصيل من رحلة موسى عليه السلام من مصر وإليها..

بدأ موسى عليه السلام إحسانه باعترافه بظلمه لنفسه (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).. فجزاه الله (فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). ثم أكد على إحسانه إلى الخلق بمعاهدة الله على نصرة المظلومين والتبرأ من معاونة المجرمين بسكوته على ظلمهم (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ)..فجزاه الله أن قيض له من ينصره (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ).

ويستمر إحسانه إلى الناس (فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ).. فجزاه الله (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

ويستمر مسلسل الإحسان في لفتة رقيقة (قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) لم يقل لعلنا نصطلي.. هو يتحمل لكنهم لا يتحملون..

موسى القوي بهذه الرقة؟! نعم.. فإحساسه بالضعفاء هو الذي يدفعه لاستخدام قوته من أجلهم.. فجزاه الله عقب ذلك (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ).. (أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ).. (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ).. والبقية تأتي..

اللهم اجعلنا من المحسنين حتى نتأهل لنصرك وتأييدك.


التعليقات