لا بد من مراجعة أقوال الرجال وإن كان لها وجه صحيح، وعرضها على الكتاب والسنة. كمقولة: “لحوم العلماء مسمومة” وهي من قول ابن عساكر. و “لا يفتي قاعد لمجاهد” ولم أقف لها على قائل رغم شيوعها.
١- فلحوم العلماء المسمومة طالما استخدمت لتقديس أي موصوف بالعلم بحق أو بباطل، صان هذا العلم أم أهان. وإنما قيلت لعدم اجتراء الجهال والفساق على أهل العلم والفضل المشهود لهم والتجاوز عن صغائرهم لئلا يتصاغروا في اعين الناس فتنقطع الفائدة منهم، لا لجعلهم معصومين!!
لكن نفراً من المحسوبين على العلم زوراً لقنوها للناشئة قبل أن يعلموهم القرآن والحديث؛ حتى لقيت منهم -والله غير حانث- من يحسبها آية أو حديثاً، ما فعلوه إلا ليقدسوا أنفسهم، لكنهم تعمدوا ألا يبينوا لهم: أي علماء؟ وما هي صفاتهم؟ ولماذا هي مسمومة؟ ولماذا لا يؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر كغيرهم؟ وهو أمر الله في كتابة، وفضيلة الأمة على الأمم، وفعل الصحابة مع رسول الله ﷺ الذي لا يأتيه المنكر من بين يديه ولا من خلفه، وفعلهم مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
٢- وفتيا المجاهد نفسه طالما صَدَرَتْ بعض الجهال؛ وفي أيديهم الحديد والنار يضربون بها ضرب عشواء. وإنما قيلت لتحقق شق العلم بالواقع في فتاوى الجهاد لا لجعل المجاهدين معصومين!!
فلم يعلموهم: من هو المجاهد لتكون كلمة الله هي العليا؟ وما يفعل إن كان قليل البضاعة في العلم وهو يتصرف في الدماء والأموال والأعراض؟ ولا ما الذي جعله معصوماً من فتيا القاعد؟ والله أمر أن تنفر منهم طائفة ليتفقهوا في الدين فتتعلم ولا تجاهد؛ لتنذر قومها ولتفتي من لم يتعلم من عسكر الإسلام إذا رجعوا إليهم.
التعليقات