مفكرون أم مُغيّبون؟!

بعض الناس لديهم مشكلات عقلية وفكرية عميقة، إذ يرون الواقع بالمنظار الذي يوافق هواهم فقط لا كما هو، ويتعاظم الإشكال عندما يتقدم هؤلاء لقيادة حركات وجماعات أو لتوجيه الرأي العام، إذ لجهلهم المركب بالواقع، وإدراكهم له على خلاف ما هو عليه، تكون تحليلاتهم ومن ثم خياراتهم خاطئة بل وكارثية.

فيصيرون كالسكارى وما هم بسكارى، يعيشون الواقع ولا يدركون ما يحدث حولهم، ولا الأطراف الحاضرة في المشهد وتنظيراتها وممارساتها.

فعلى سبيل المثال قبل الانقلاب في مصر نجدهم يدركون صعوبة مزاحمة الجيش، فيريحون أنفسهم ويرونه مؤسسة وطنية ، وقائده وزير دفاع بنكهة ثورية.

وعند بروز تنظيم الدولة كلاعب في المشهد يرونه صنيعة للمخابرات الأمريكية وربما الإيرانية، وبالتالي لا يستطيعون تحصين الشباب ضد أطروحاته الفكرية الغالية والمنحرفة أو ممارساته العملية المشوبة بأخلال، إذ تتهاوى أطروحة العمالة التي يروجونها أمام صراع التنظيم مع إيران وأميركا.

وعند وقوع أحداث عنف داخل مصر، تروج لديهم أطروحة أن السيسي يفجر الكنائس ويقتل أعوانه، فيصيرون كالسكارى وما هم بسكارى، يعيشون الواقع ولا يدركون ما يحدث حولهم، ولا الأطراف الحاضرة في المشهد وتنظيراتها وممارساتها.

وبينما نرى هذه العقليات المنغلقة، نجد في الطرف الآخر كثير من الباحثين الغربيين والإسرائيلين يقدمون تحليلات واقعية واحترافية يبنون عليها توصياتهم لصناع القرار، فالخصومة لا تمنعهم من رؤية الواقع كما هو، بل يحرصون على فهم الواقع بدقة لتكون تحليلاتهم وقراراتهم أقرب للصواب وأبعد عن الترهات والهلاوس.


التعليقات