لكن وصول الإسلاميين -وإن كان صورياً- إلى سدة الحكم في مصر؛ أسفر عن حالة جديدة بينة المفارقة وشديدة التباين والقسوة والانحدار، في العلاقة بين هذه الفئات الثلاثة؛ إذ أدرك فيها العسكر ومحظياته وأغواته من سدنة الليبرالية والشيوعية أن المعركة معنا انتقلت نقلة خطيرة فلجأت للفجاجة ومهاجمة ثوابت الدين نفسه ورموزه نفسها ومناهجه وشريعته بشراسة غير مسبوقة ولا معهودة..
وأصبح طلب الولاء للنظام وغلمانه وجواريه؛ غير متدسس بأنه ذلك الولاء “لصحيح الدين” و “الإسلام الوسطي الجميل”، وإنما ولاء لمعاداة هذا الدين والانقلاب على ثوابته، طقوسهم في ذلك هي الرقص والتعري في الشوارع والميادين، وإطلاق الحوامل العزباوات لتشيع الفحش والخنا وتمحو فضيلة الدين..
هكذا إذن فهم وطنيون وعنوان الوطنية هو الرقص والخلاعة والبناطيل اللزقة والممزقة التي عرت بنات البلد والقول المغنج والرقاعة، والازهر في وطنيتهم هو سبب التطرف ورمز الغلو، والإسرائيلي أخوهم وصديقهم وشريكهم في حرب الإرهاب الإسلامي، وطنيتهم هي دينهم إذن، وعلاماتها هي بيع الأرض والغاز والتفريط في العرض وقتل أبناء الوطن!!
هذه النقلة ستختصر علينا طريقاً طويلاً، فهم لم يعودوا يدعون التدين ولا الوسطية وإنما سلكوا سبيل الوضوح والمجازفة فلم تجديهم محاولة التمسح بالدين بل ولا يرغبونها فقد ضاقوا بها، وأعني هنا كل النخبة العلمانية المجرمة الحاكمة وأتباعها أيضاً..
فلنضغط أكثر في هذا الاتجاه، حتى إذا جاء الفتح أو امر من عند الله تبين أن لحظة زوال الالتباس هي نفسها نقطة الصفر لهيمنة القوى الإسلامية الواعية على مقاليد الحكم وتعديل مسار التاريخ.
التعليقات