نحتاج إلى بعض التشدد !!

نعم وهو ليس عنوانا صادما ولا فنتازيا ميثولوجية ولا وفاضا خاليا، بل هو حرف ما أريد القول نصا وحيازته الضمنية معنى؛ دون أي التفاف أو تورية أو تعبير عن الشيء بضده.

نعم ليس عيب الحركة الإسلامية في هذه المرحلة -وهي أسوأ مراحلها المعاصرة من وجهة نظري- ليس عيبها هو التشدد كما يزعم أبناء الأفاعي من حكام الجاهلية المنتنة ودعاة العلمانية المجرمة.

فلم تؤت الأمة ولم يؤت الإسلام كما أتي من قبل الصور الغائمة وأنصاف الحلول وأرباعها وأثمانها، ولم يختلط الحق بالباطل في حس العوام وضمائرهم؛ بله وبعض الخواص أو من يصنفون أنفسهم كذلك، تلك هي الأحجية.

فلا يبرر أتباع الأخنس الدميم سيسي اليهود لأنفسهم خيانة الله ورسوله والمؤمنين؛ إلا أنهم يزعمون أنه وفئته الباغية المجرمة المارقة، يزعمون وياللعجب أنه وأنها فئة مؤمنة بل مسلمة.

ثم يزعمون أنهم والوه وفئته الضالة على الإخوان وبقية التيار الإسلامي؛ لأنه أفضل وأقوم بحقوق الشريعة من خصومه أولئك، ولو لم يكن أفضل؛ فعندهم فقه المتغلب مطية كل مخذول، والخنوع له إذا ركب الظهر وسرق المال هو عطية كل خائن للحق مرذول، ألا ساء حكمهم وخاب سعيهم وخسرت صفقتهم.

والعجيب أن جماعات كبرى كجماعة الإخوان مازالت تساند أعدائها في ذلك لتبقى -في ظنها- في خانة الاعتدال!!
بينما تزعم لنا جماعة ابن رغال أو الدعوة السلفية: أنكم إن ذممتم السيسي لعدم حكمه بالشريعة فقد فعل مرسي ذلك !!

والأعجب أن يساند في تلك المهزلة المؤامرة بعض الغلاة التكفيريين المحسوبين على الحركة الإسلامية، فيقولون مرسي طاغوت لأنه لم يحكم بالشريعة، وربما نسوا في حماستهم أن يكفروا بطاغوتية السيسي !!

ويكفي الرغاليين والتكفيرين أن يجيبوا سؤالا واحدا، لو سئل مرسي والسيسي كليهما عن حكم الشريعة، لأجاب مرسي فورا أنها واجبة وأنه يواليها لا يعاديها، وكذلك جماعة الإخوان كلها، رغم ما يعتور تصوراتها وتطبيقاتها عن الشريعة بعد ذلك من خلل وخطل أحيانا.

ولو قال قائلهم أن هذه دعوى من الإخوان يقولونها بألسنتهم، قلت فهي دعوى تثبت لهم عقد الإسلام والولاء له وشريعته، فما كانت لا إله إلا الله وما كان الإيمان ولا الإسلام إلا دعوى يدعيها الناس تكف السيف عن رؤسهم ولو لم يصدقوا فيها، كما ورد في حديث أسامة وغيره.

بينما يجهر سيسي اليهود وعصابته ليلا ونهارا سرا وجهارا بمحادتها وعداوتها وقتل وقتال أهلها بل وتنحيتها من كافة شئون الحياة، وأتحدى أعتاهم وأدهاهم وأفجرهم وأكبرهم أن يسأل السيسي مباشرة ولو سؤالا واحدا عن الشريعة وحكم تطبيقها.

نحتاج برأيي إلى شن حرب الفتاوى دون وجل لإهدار المشروعية بل والإسلامية أساسا عن هؤلاء الحكام المجرمين وأتباعهم، وأن نصف العلمانيين بما هم أهله، فكل هذه الأصناف تقع في مثلث أضلاعه ثلاثة وهي:
الكفر بمحادة الشريعة
والامتناع عن شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة
والعدو الصائل على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم
فليس بالكفر وحده يقاتل المرء وتسقط مشروعيته ويخرج المسلمون عليه، ولا يخلو هؤلاء من إحدى هذه الصفات إن لم تجتمع جميعها في بعضهم أحيانا.

كما يجب أن نكشف دعاة السوء وعلماء السلطان المنافقين ونعريهم، أولئك عباد الحاكم الظالم -أيا كان هو- بدعوى المتغلب، ورعناء الفقه السعودي ممن ليسوا من فقه دين محمد في شيء، إذ غلبوا الفتوى (المتغلب) على الحكم (من قتل دون دينه فهو شهيد) بل دون دمه بل دون أهله أي عرضه بل دون ماله !!

بل أقول لهم: أنكم تستدلون بالسلف في فتوى الحاكم المتغلب المزعوم -أو أكذوبة المتغلب بمعنى اصح- وإني سائلكم: أي حاكم متغلب دان له السلف بالولاء وقد كان بعد الراشدين متغلبون كثر؟!

فبنوا أمية تغلبوا ونازعهم أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير في الحجاز أي مكة والمدينة ثم غلب على بقية ملكهم فلم يبق للأمويين إلا جزء يسيرا من الشام في عهده رضي الله عنه وكان السلف لا يعدون الوليد بن عبد الملك ولي امر للمسلمين إلا بعد قتل ابن الزبير، ونازعهم أهل بيت رسول الله ومن اتبعهم من المؤمنين، ونازعهم المختار وأنصاره من التوابين في العراق وأقام له دولة، وخرج على يزيد جماهير السلف ممن تبقى من الصحابة وأبناء المهاجرين والأنصار بالمدينة وخلعوا بيعته حسبة لله، حتى استباح الفاجر مدينة رسول الله فقتل رجالها واستحيا نسائها حتى حبلت الف امرأة من الزنا والغصب؛ فقط لخروجهم عليه قاتله الله، كما نازع بني امية كذلك جمهرة التابعين في ثورة ابن الأشعث وعلى رأسهم سيد سادات التابعين سيدي سعيد بن جبير.

على من تتنزل فتوى المتغلب إذا وكيف تدعون أنها “إجماع” السلف، يا قاتلكم الله؟!

سنشن حربنا ضدكم بإظهار حكم الشريعة فيكم جليا؛ لا ترى فيه عوج ولا أمتا، وسنسلط عليكم أضواء الحق كاشفة حتى تشرق الأرض بنور ربها، وسنصم آذانكم بفتاوى وبراهين الوحي فيكم، حتى يخشع دونها كل صوت فلا تسمع إلا همسا ..

وليعلم كل مسلم ان هذا من واجبات المرحلة اليوم، فهو بداية المفاصلة تمهيدا ليوم الحسم، وما أدراك ما يوم الحسم؟


التعليقات