بنى الحبيب

بُنيّ الحبيب ..

لقد بدأت أقدامك تتحرك في واقعك بما تحمله نفسك من دين وأخلاق ..

ولا شك أنك ـ ربما ـ يقع بينك وبين هذا الواقع تناقضاً ..

نعم ـ بُنيّ الحبيب .

ربما وجدت شحوباً في وجه واقعك ؛ فزهدت نفسك فيه و أفقدك هذا الزهد طموحك ..

ربما رأيت ما تريد الوصول إليه سراباً فوق رمال ، أو طائراً بلا جناح يحلّق به !!

ولكني أدعوك إلي أن تمدّ طموحك أفقياً فلا تحدّه مستنقعات أرض الواقع ..

وأدعوك أن تمدّه رأسياً فلا يحده أتربة النفس المحبطة ..

بُنيّ الحبيب ..

كأني أسمع كلماتك تردد :

وماذا أفعل مع الاستبداد والظلم ؟ ..

إني أراه وكأنه قدر غالب لا دافع له ..!!

وأنا أجيبك : الظلم ورم يستأصله الفناء ثم ينال عند الله الجزاء ..

إن ميزان العدل الإلهي لم يختل يوماً ولم يتأرجح ،

وليس لنا أن نحيل ما صرنا إليه علي ” قدرنا ” ونعفي أنفسنا من اللوم والخطأ ..

ذلك أنه لا شيء في هذا العالم يحدث اعتباطاً،

ولا يمكن أن يحدث شيء واحد في حياه البشر اعتباطاً .

إنما يجري كل شيء في حياه البشر حسب سنة الله التي لا تتخلف ولا تحابي أحداً من الخلق

{فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر 43 ،

وهيهات أن يجدي ” تعجل ” الأذكياء أو ” أوهام ” الأصفياء مع سنن الله الجارية،

فسنن الله غير قابله للتغيير ولا تحابي أحداً من الخلق مهما زعم لنفسه من مسوغات المحاباه..

وإذن فسواء شئنا أم أبينا ” فنحن ـ أولاً وأخيراً ـ مسؤولون عن واقعنا ،

وكل من يحاول أن يزحزح مسؤوليتنا عن عاتقنا ، هو في الحقيقة يلحق بنا الضرر ..

ويؤخر خروجنا من التيه إلي الرشاد


التعليقات