خواطر حول سورة لقمان

فما مرجعية هؤلاء السفهاء الذين يجادلون في الله بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير ؟

إنها مرجعية في غاية السفه .. إنها محض اتباع لموروث سفيه ، وليس بموروث محترم ..

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ ، قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير }

ومن الناس من يجادل في الله .. ومن الناس من إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ..

صنفان من الناس .. أو صنف واحد يجادل في الله بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير ،

وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا !!!

إنهم يجعلون تقليد الآباء في مقابل اتباع المنزل .. والقرآن يجيبهم { أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }

أولو كان الشيطان يدعو آباءهم إلي عذاب السعير ؟!!

إذن هم يتبعون محض التقليد .. وأولئك الذين يكون هذا حالهم ، لا يعقلون كما جاءت صفتهم في سورة البقرة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة .. ولا يعلمون

كما جاءت صفتهم في سورة المائدة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى

الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} المائدة

فليس لأولئك الآباء عقل وهبي ، ولا علم كسبي .. فسد إدراكهم بسبب من سفاهتهم فلا يعقلون ما حولهم من الآيات ، فلا يحصل لهم الفهم والعلم .. فهم لا يعلمون ..

وهذين ” لا يعقلون ” و ” لا يعلمون ” هما شعار حزب الشيطان .. ومن ثم فهو يدعوهم إلي عذاب السعير ..

فالله عزو وجل حكي لنا تأسف أهل النار وقولهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } الملك

فلا هم يسمعون حتي ” يعلمون ” .. ولا هم ” يعقلون ” المعاني بميزان العدل ..

ونلاحظ ” السعير ” هنا في آية ” سورة لقمان ” .. والسعير هناك في آية ” سورة الملك ” .. ذلك أن النار إنما تستعر بهؤلاء السفهاء الذي تحولوا بالتقليد إلي ما هو أقرب إلي ” الحجارة ” فأصبح لديهم قابلية الاحتراق في حطب السفه والجهالة .. {فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }البقرة

وهكذا هم الذين لا يعقلون ولا يعلمون .. يدخل عليهم الشيطان من ” أوهام “الفكر .. و ” أهواء ” النفس

{ إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى } ..

فالهدي هو الذي ينجيهم من الوهم والهوي ..

 


التعليقات