إلى أختي المنتقبة

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة من داخل المعتقل إلى الثابتات على حجاب أمهات المؤمنين)

أكتب إليك في زمن يضرب فيه الحصار على القرآن وأهله، ويضيق على مدارسه و معاهده، و تصادر ألواحه وحناجره، وتحرف معانيه جهارا في الجرائد و المجلات، بينما توزع الجوائز على حفظته من الفتية والفتيات!!

أكتب إليك من خلف القضبان في بلد جهر حاكموه بعلمانيتهم و إقصاء الدين عن سياستهم، و سخروا الكهان والسحرة لخدمتهم، و إسباغ الشرعية عليهم، و سجنوا من خالفهم، و نكلوا بمن عارضهم، و ثار على ظلمهم، وجرموا من رفع المصحف مطالبا بتحكيمه من جديد!

أكتب إليك و قد اشتد أوار معركة الهوية: – فما جرى في 30 يونيو 2013 – في زعمهم – قد وضع حدا لمزيد من أسلمة الدولة – و الاشتباك القائم بين الدين والسياسة وما تمخض عنه لا بد أن يحسم وندع ما لله لله وما لقيصر لقيصر.. بحسب تعبيرهم ولابد للجامعة أن تعود للاشتغال بمهمتها الرئيسية وهي تفكيك الثقافة التقليدية، التي تنتجها المؤسسات التقليدية وعلى رأسها الأزهر، و من ثم فإنه ليس للفرد المنتسب للجامعة أن يسلك داخلها بما يؤول إلى تثبيت هذه الثقافة، و من هذا المنطلق جاز منع المنتقبات؛ فالحرية الخاصة للفرد ليست مطلقة، بل تتحدد بحسب مهمة المؤسسة التي ينتسب إليها!!

تلك هي كلماتهم.. بل يجب على الدولة أن تساند جامعة القاهرة في محاربة الإرهاب الذي أصبح النقاب رمزا من رموزه الفكرية!!

فلينتبه هذا الوطن كله إلى خطورة المعاني الرمزية والعملية لاتساع دوائر المنتقبات في الجامعة وفي غيرها من الأماكن والمؤسسات التي استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير!! تلك هي دعوتهم!

نعوذ بالله من شرورهم و خاب سعيهم.. ((إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه)) ((يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره..))

أبشري أختاه.. و على الحق اثبتي.. ففجر الوعد قد لاح.. و ها هو ظل الظلم ينزاح.. أنا لست مسجونا لأن ملامحي سكنت قلوب الناس كالنبضات في الأسر أرسم كل يوم صورة وطنا عنيدا شامخ الزيات يا دولة البغي الطويل تمهلي فالأرض تحيا بعد طول موات هذي بلاد لا تسالم باغيا ولكم أفاق الناس بعد سبات كم حطمت هذي الشعوب قيودها كم فجرت حمما من الثورات وإن غدا لناظره قريب…


التعليقات