خدعوك فقالوا مدني !!

عمدت العالمانية في بلادنا بمختلف تياراتها إلى تزييف مصطلح “عالمانية” (بكل مشتملاته) من يسارية وناصرية وليبرالية وغيرها فأسمته “مدنية” لتخفف العبء من على كاهل أتباعها؛ حيث صارت وصمة العالمانية والعالماني مكافئة في حس كثير من الجماهير المسلمة لـ “كفر” و “كافر” من غير كثير جهد ممن يوصفون “بدعاة التكفير”، وهذا التراجع التكتيكي هو خسارة استراتيجية من وجهة نظري للعالمانية حيث كان من الواجب أن تصمد وتحاول الدفاع عن وجودها ومكتسباتها؛ لكنني كما يبدو في هذا السياق أتحدث عن أية عالمانية أخرى غير مرتجفة ولا مرتعشة في أية بلاد غير بلادي هذه ..

لكن تلكم العالمانية العقيم قد التفت لتلعب لعبة أخرى في نفس الساحة لتحاول وبمنتهى القسوة أن تنتزع من “الإسلاميين” وسمة “الإسلامي” وشرف “الإسلامية” كتخصيص بشري ومعنوي لفئة من المسلمين ينتصبون للدفاع عن الإسلام ، وتعيبها عليهم أشد العيب بتصويرها مضادة لصفة “المسلم” وحقيقة  “الإسلام” ..

حتى صاروا ينازعون “الإسلامي” بأنهم جميعاً مسلمون مثله وأن تلبسه بهذه الصفة هو نفي للإسلام عنهم بالضرورة !!

والحقيقة أنها لعبة جاهلية جديدة تنازع الشكل والمضمون أو إن شئت قلت تختطف الاسم والرسم !!

فالحقيقة المباغتة رغم بساطتها وبديهيتها: أن الإسلامي والإسلامية هي ضد العالماني والعالمانية أو ضد المدني والمدنية ـ بهذا المعنى لا المعنى الصحيح ـ لا ضد المسلم والإسلام !!

وعل هذا أقول لهم: يا دعاة العالمانية بمختلف مدارسها المهزومة المترددة ارجعوا عن وصمة عالماني بمدارسها المختلفة كاليساري واليبرالي وتسموا بالمسلمين ونرجع عن إسلامي إلى مسلم فالله (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ) ..

إنها في الحقيقة ضدكم وضد أسمائكم ومسمياتكم التي ما أنزل الله بها من سلطان في حماية أمتنا ودينها وحراسة هويتها الإسلامية ..

أما المضمون فهو أن مذاهبكم الفكرية المنحرفة تزعم الإسلام هو الشعائر فحسب وتسجنه بين أربعة جدران أي في رحبات المساجد فحسب وإن عد هذا عندهم تشدداً في بعض الأحيان إذ تكفي الصلاة بلا مساجد أو هوـ على أحسن تقدير ـ الصلاة والصيام والزكاة !! . ولهذا نقولها صريحة بيننا وبينكم التحكيم إذا كنتم حقاً مسلمين مثلنا فالله يقول: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ويقول: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ) فلا تكونوا ولا نكون مسلمين بغير تحكيم الله والرسول في دمائنا وأعراضنا واموالنا وما شجر بيننا ..

والتحكيم هو الطاعة قال الله ربنا وربكم: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)) ويقول: ((مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه)) ..

فالطاعة هي الانقياد وهو قسيم اليقين في ماهية الإيمان كما وأنه حقيقة التحكيم والتحكيم هو معقد الإسلام ..

معشر العالمانيون أو المدنيون ـ تسموا ما شئتم ـ بيننا وبينكم التحكيم .


التعليقات