يقولون ليلى في العراق مريضة..

 رب وامعتصماه انطلقت          ملئ أفواه الصبايا اليتــــم
 لامسـت أسماعكم لكنـها          لم تلامس نخوة المعتصم

قبل أربعة عشر قرنا من الزمان كانت أمة العرب أمة جاهلية يعمها الجهل ويغشاها الظلام كغيرها من الأمم
وامتاز العرب في تاريخهم الطويل بالتفرق والتشرذم والعصبيات التي مزقتهم كل ممزق وفرقتهم شيعا وقبائل متناحرة على ما اكتسبوا من صفات رديئة ومذمومة أردتهم في حمأة الجاهلية كما شاع فيهم الفساد على كل الأصعدة:

 فعمهم الفساد السياسي :

حتى اقتطع منهم الفرس والروم مستعمرات من أرضهم جعلوا لهم فيها عملاء من عرب الغساسنة والحيرة في الشام والعراق وغيرها.

الفساد الاقتصادي :

كما عمهم الفساد الاقتصادي فأكلوا أموالهم بينهم بالباطل وتعاملوا بالربا والميسر وأكل القوي فيهم الضعيف وورثت زوجات الآباء.

 الفساد الأخلاقي والاجتماعي :

واستشرى فيهم الفساد الأخلاقي والاجتماعي فطافوا بالبيت عراة ونصبوا لصويحبات العهر رايات حمر يباع تحتها الهوى وتحترف الرذيلة إلى غير ذلك من صور الفساد، لكنهم مع ذلك بقيت فيهم كثير من الصفات الإنسانية الرئيسية أهلتهم لنزول رسالة الإسلام الخالدة على ربوعهم فالظلمات البادية ما كانت إلا قشرة هشة توشك أن تنكسر وسحابة صيف ما أسهل أن تنقشع.

فقد كانوا قوما عربا لا يرون الخير في الحياة إذا إستبحيت الأرض و العرض ولم يوحد هؤلاء العرب قبل دين الله إلا غيرتهم على شرفهم وكرامتهم في ظاهرة غريبة لم تتكرر إلا في أمة العرب نعم والله ألا تصدقون؟!

حدث ذلك عندما أراد كسرى الفرس أن يتخذ زوجة صاحب الحيرة سبية وكان قد استودعها عند سيد بني شيبان بن ربيعة وهو هانئ بن قبيصة الشيباني وأرسل إليهم بذلك فأبوا لشرفهم وعزتهم أن يسلموا العربية الحرة لهذا الأعجمي ولو كان هو ملك فارس واستعدوا لذلك ولو أن تفنى أنفسهم جميعا في الذود عن عرضهم وشرفهم،

اجتمعت شراذم العرب لتفرق جحافل الفرس في موقعة رهيبة يقال لها “ذي قار” كانت إيذانا بقدرة العرب على هزيمة القوى العظمى ودحرها

فسير لهم كسرى جحافل رهيبة لتكسر عزتهم وتدوس كرامتهم فتأتي بها إليه سبية ومحظية ولكن لا والله فما كان لبني عدنان ومضر أن تنتهك أعراضهم وتستباح نسائهم وفيهم رجل حيّ
< واجتمع لها العرب من أقطارها من عبس وذبيان وبكر وربيعة وهوازن وغطفان وغيرها من أحياء العرب وفيهم عشرة جبارين منهم عنترة بن شداد وعروة بن الورد وصخر بن عمرو ودريد بن الصمة وعمرو بن ود وغيرهم على اختلاف مشاربهم ومآربهم وتناحر قبائلهم وإحن ذات بينهم,
نعم اجتمعت شراذم العرب لتفرق جحافل الفرس في موقعة رهيبة يقال لها “ذي قار” كانت إيذانا بقدرة العرب على هزيمة القوى العظمى ودحرها إن هم اجتمعوا وكانت لهم قضية .

كما كانت الحرائر من بنات العرب عفيفات لا يتصورن مجرد سماع لفظة تصف الفحش فلم تطق هند بنت عتبة حين بايعهن ” رسول الله  “ على ألا يزنين إلا أن قالت مستنكرة: أو تزني الحرة , ولم تتمالك فاطمة بنت عتبة ابن معيط حين بايعها النبي على ذلك إلا أن وضعت يدها على رأسها وأطرقت بها إلى الأرض وكأنما دارت الدنيا بها لمجرد سماع الكلمة حتى قالت أمنا عائشة: على مثل هذا بايعت النساء يا فاطمة.

من أجل هذه الصفات وغيرها كانت هذه الأمة على جاهليتها هي المؤهلة لتلقي رسالة الإسلام ومبعث خير نبي عليه السلام.

إن “رسول الله صلى الله عليه وسلم “  قاتل بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة لكشفهم عورة امرأة مسلمة , امراة واحدة يا عباد الله !!
ودك المعتصم غفر الله له عمورية على علوجها دكاً لم ير مثله قط لأجل حرة استجارت به وأرق صوتها المهيض جفنه وأطار النوم من عينه.

فما بال بني العرب والإسلام اليوم لم يعودوا يحفلون لأعراضهم ؟!
ولماذا رضوا بالذل واستمرءوا حياة الضعة في استحياء نسائهم وإهراق أعراضهم وكراماتهم قبل إهراق دمائهم؟!
لماذا يا رجال أمتي رضيتم بلقمة العيش الدنيء ملوثة بشرف بناتكم وحريمكم؟! أم تحولت الدماء في عروقكم إلى ماء بارد؟!

وكيف يطيب لكم الطعام والشراب والنساء والأولاد ؟!

<عندما أتصور ما يحدث لأختي في العراق وقد أعراها ابن الصليب وجردها وفعل بها الأفاعيل الشنيعة, أتصبب عرقاً وأخجل أن أرفع عيني في عيون زوجتي وابنتي , فهل يا ترى تجرؤون أن ترفعوا أعينكم في أعينهن؟!
وأي فرق بين عرض ابنتك وزوجتك وأمك وبين عرض أختك؟

أحرقت والله أعراض المسلمات كبدي وأدمت قلبي وفتت في عضدي

أحرقت والله أعراض المسلمات كبدي وأدمت قلبي وفتت في عضدي

أليس من رضي الخنا في أخته كأنما رضيه في زوجه؟!
أليسوا هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب؟! فما بالكم بما هو أخس من دمه؟!
أليس الله مولانا ولا مولى لهم؟! أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟!

فإن قالوا هذا تحريض , قلت وأي عيب في التحريض وهو مهمة الرسول بعد البلاغ والقتال, ومتى يكون التحريض لو لم يكن من أجل دين محمد و أعراض بنات “محمد صلى الله عليه وسلم “ .


التعليقات