المشهد الأول:
شخصية فلسطينية علمانية وليبرالية وهي وطنية أيضاً وتنتمي هذه الشخصية لمنظمة مشهورة بفتح الجيوب وبيع فلسطين شبراً شبراً؛ ثم تنقلب فيها الأجنحة بعضها على بعض؛ أو بتعبير أدق انقلب الأقل وفاء لإسرائيل على الأكثر وفاء لها، بسبب الصفقات السرية الأخيرة مع إسرائيل من تحت الطاولة بهدف إفساد مصالحة القاهرة ما بعد الثورة.
ثم ترفض الأردن استضافة الطرف الوفي فيلجأ للقاهرة التي طعنها بالأمس؛ ليفاجئ بأن أجهزتها المخابراتية والأمنية مازالت في قمة الانتباه والوعي لما يجري حولها؛ فلم تؤثر فيها تداعيات ثورة يناير المباركة تأثيراً يذكر؛ فيرفض المجلس العسكري استضافته أيضاً!!؛ وخلاصة هذا المشهد أن القاهرة محطة مهمة في المسرحية.
المشهد الثاني:
جماعات علمانية محدودة وصغيرة بعضها كان ضالعاً في الثورة وبعضها سمع عنها أو تفرج عليها في الفيديو تمارس ضغوطاً وفوضى مستمرة للسيطرة على مقاليد الثورة وتسيير الدولة في المرحلة الانتقالية الهشة كما تعمل على إقصاء الآخر من أبناء الوطن المخلصين الذين كانوا وقوداً لفترة مبارك؛ باتهامهم بأنهم كانوا حلفاءه !!
ثم يستجيب المجلس العسكري لضغوطهم كعادته في عدم تنفيذ المطالب إلا تحت الضغوط؛ مما يشجع على الفوضى وانفجار الشارع عند كل إلحاح لأي مشكلة ولو صغيرة؛ فيصدر البيان الفاجعة بتشكيل لجنة لوضع ما يسمى بالمبادئ الحاكمة للدستور؛ مما أقلق القوى الإسلامية الصامتة ـ والكاسحة أيضاً ـ لتنزل لميدان التحرير كالسيل يغرق السهل والوادي مما أفزع “القزم المتعملق” أو “القوى العلمانية المصرية” التي تبخر كل أثر لها من الميدان عند أول نزال سياسي حقيقي في الشارع المصري!!
المشهد الثالث:
أمريكا تحاول التقاط أنفاسها وهي تعلن إفلاسها بعد أن غرقت في عرق الديون فتصدر قانون حماية الأقليات وعلى رأسها الأقباط طبعاً؛ لتعوض ما فاتها من وصاية على الشعب المصري كانت في عهد حليفها المخلوع؛ ولا يفوتها أن كل أجهزتها الأمنية المميزة وكل وسائل الإعلام فيها لم تستطع عد “ملايين التحرير” وأنى لها ذلك.
المشهد الرابع:
في اليوم التالي مباشرة لمليونية التحرير !! ملثمون يقودون هجوماً شرساً على قسم شرطة العريش وقتلى وجرحى؛ وعلى الفور تسارع الميليشيا العلمانية الجاهزة لاتهام “السلفيين” الذين أزعجوهم بالأمس وأصبحوا بالفعل قوة قادرة على تهديد مخططات “ماما أمريكا” في مصر ما بعد الثورة.
ومع أن التلفزيون المصري قد اتهم بالفعل جهات فلسطينية تابعة للقيادي الفلسطيني المخلوع والذي تجري محاكمته حالياً؛ إلا أن الميليشيا تصر على أن السلفيين هم من عملوها وقبل أن تتبين نتائج التحقيقات والتي ربما لا تعنيهم كثيراً.
فهل نستطيع تركيب مشاهد المسرحية بطريقة صحيحة لنسدل الستار على هذه الهزلية قبل أن يصدر “البيان الثاني” ويصفق الجمهور!!
التعليقات