مسرحية: مصر تهذي !!

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة من المقالات القديمة التي لا يتطابق تاريخ نشرها على الموقع مع تاريخ نشرها الفعلي

مشاهد مسرحية فينيقية هزلية يلعب أبطالها دور الجاني والضحية على المسرح المصري المهترئ ، والذي لا يريد أصحابه ولا الجمهور ولا الممثلين ترميمه بقدر ما يحرص كل منهم على دوره ولو كانت محصلته دمار المسرح وانهيار الرمزية. “أعطني إذاعة أعطك ثورة ودولة”؛ هذه المقولة هي ملخص الفكر الثوري البلشفي ولكنها إذ تبدو عتيقة بعض الشيء لكنها كانت تمثل واقعاً بدائياً بعض الشيء لم يعرف البلشفي غيرها حينئذ، ولكن الإعلام السياسي امتلك وللأسف عشرات القنوات والتي تتلمذت في غالبتيها الفادحة على يد مايلز كوبلن وأتقنت فنون السحر الأسود والتزييف اللاواعي، تقلب الحبل والعصا حية وثعباناً، وتشيطن موسى لتؤله فرعون!!

سبارتكوس بطل ثورة العبيد كان يمثل رمزية الانعتاق حقاً لكل المستعبدين والمستذلين فقام بثورته المجيدة ضد السادة المستكبرين ليشكل إلهاماً لا يزول للثوار، إنه إلهام الدم ، وترياق الحياة للثورة والتمرد، لكن الآلة القمعية الجهنمية في حكومة روما تقتله بدم بارد إرضاء للقيصر الذي لم يوجهها لأن ولائها لهرقل القديم، فيندفع الثوار في هياج عظيم وتشتعل النيران في قلوبهم لتحرق بلادهم، لكن القمعيين يشاركونهم الثورة ضد القيصر، فيهللون جميعاً بسقوطه !!

يهلل الجلاد مع الضحية ضد من لم يأمر بالجريمة في عبثية يونانية تأبى إلا أن يكون أبطالها آلهة أو أنصاف آلهة

يهلل الجلاد مع الضحية ضد من لم يأمر بالجريمة في عبثية يونانية تأبى إلا أن يكون أبطالها آلهة أو أنصاف آلهة، إلا أن الجميع ملوثون ومدنسون ومنسيون!! قالوا زنديق عطل أوامر الله، ما قالوها إلا نزقاً فمالهم وأوامر الله لا يعلمونها علم اليقين وقالوا تائهة في. تفايير الدهاقين، ومنهم ملاحدة لا يعرفون الله ومنافقون يعرفونه جهراً وينكرونه سراً، قالوا أباح الشراب والكأس مترعة بيه وهم غارقون فيه سكارى لكنهم أرادوا تغييب عقول اليقظين، ولا يقظون، قالوا وقالوا لكنهم مالوا وأمالوا. يتحالف القساوسة مع النبلاء وأصحاب الدم الأزرق ليبيع الأوائل قراريط الجنة والنار ويقتسموا أثمانها مع الأواخر، ويبيع القسيس الخائن بقية القساوسة والشعب والدين والإنجيل والكنيسة ويكفر بالله ليجلس على كرسي ولو كان في بيت الكلب النبيل، خاشع هو ومتبتل حقاً، فاسق هو وخصي، لكنه ليس هو راسبوتين في النهاية لأنه في زمان غير الزمان ومكان غير المكان.

أوجعت قلبي يا بلادي، الطهنة فيك جنود والجنود بلطجية وخائنون، والحرائر عواهر والعواهر راهبات ، الخائن مؤتمن والأمين مخون والعبيد سادة والسادة مجانين وهلاوسة

أوجعت قلبي يا بلادي، الطهنة فيك جنود والجنود بلطجية وخائنون، والحرائر عواهر والعواهر راهبات ، الخائن مؤتمن والأمين مخون والعبيد سادة والسادة مجانين وهلاوسة، من ذا الذي يحرقك بيديه سوى أبناؤك ، وإلى الله أشكو نفسي لا أشكوهم، أولم أكن عاهدت الله من قبل ألا يمر عليك إلا طاهر وألا تمسك يد عابث بسوء. سامحيني يا بلادي سامحيني يا مصر، لكن عهدي قسم لأغرقنك بالرجال المؤمنين، يملئون السهل والوادي، ليجبروا كسورك ويطفئوا نيرانك ويداووا جراحك.


التعليقات