الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تعود ذكرى ثورة يناير المجيدة كل عام لتحيي من جديد معاني العزة والكرامة، وتوقد جذوة الحرية في قلوب المصريين. ولتثبت أنها ما زالت بعد تسعة أعوام قادرة على أن تؤرق لصوص السلطة والمقدرات في سدة الحكم اليوم، رغم كل القمع والإجرام.
وفي هذه الذكرى المجيدة التي تأتي لمرتها الأولى بعد استشهاد الرئيس محمد مرسي، والذي ظل لستة أعوام ثابتاّ في محبسه، رافضاً الاعتراف بشرعية الانقلاب حتى قُتل ظلماً، لا يسعنا التذكير بكل جرائم النظام. فمن مسلسل سفك الدماء بدءاً من أول أيام الثورة وحتى اليوم، والتردي الاقتصادي والاجتماعي غير المسبوقين، إلى التفريط في الأرض والثروات، وإهدار أصول مصر ومقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وتركيعها أمام أعدائها، وهو ما تُوّج منذ أيام باستيراد الغاز الطبيعي المنهوب، خدمة لدولة الاحتلال الصهيوني.
ونحن إذ نهنئ شعبنا وأمتنا بذكرى ثورة ٢٥ يناير المجيدة؛ فإن أعيننا مفتوحة على الشارع والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية داخل البلاد. ولذا نؤكد على دور جميع القوى الوطنية والإسلامية في إبقاء جذوة الثورة مشتعلة، وإبقاء الشارع متوتراً وجاهزاً لاستعادة حقه وإقامة دولة الحق والعدل والمساواة.
كما نهيب بالجميع وضع تصور مناسب وتنصيب قيادة قادرة على إنفاذ خطة وطنية لإسقاط النظام بأقل الخسائر الممكنة. وننبه إلى أهمية قبول جميع الدعوات الثورية المخلصة وعدم تخوينها، ولكن مع التأني في قبولها خاصة إذا كانت فردية آمنة لا تراعي ظروف الواقع في الداخل المصري، حتى تكون الظروف مناسبة لها وتمتلك خطة واضحة للعمل والتغيير.
ولا ننسى في هذا المقام أسرانا البواسل في سجون النظام من كافة التوجهات من أبناء مصر، الذين يواجهون إجراماً وتنكيلاً غير مشهودين في ظل تواطئِ عالمي. كما نعاهد شهدائنا الأبرار على المضي قدما في تحقيق آمالهم، والثأر لدمائهم الزكية، ونشدّ على أيادي عوائلهم وأسرهم وأبنائهم؛ فقد كنا وما زلنا معهم في خندق واحد.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
التعليقات