تمارس الجاهلية الفصل بين الإنسان والإسلام من خلال المساومة عليه والمداهنة فيه: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) حتى يضيع الحق بتلك المداهنة.
والفصل بين المؤمنين وحقيقة الإيمان هو الوسيلة الأساسية التي تفر بها من مواجهة مؤكدة الفشل مع الوجود الإيماني الصحيح…
ومن أخطر الأساليب الجاهلية للفصل بين الإنسان والإسلام عندما يفرض كأمر واقع هو اتخاذ موقف المتبني له والداعي إليه، و الرافع لشعار الإيمان به، وقد كانت هذه الفكرة هي علة المحاولة الساذجة التي حاولها أبرهة الحبشي، عندما يئس من هدم الكعبة فبني كعبة أخري في بلاده ليصرف الناس عن بيت الله الحرام، و مثلما بني المنافقون مسجداً ضراراً ليصرفوا الناس عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وموقف بناء الكعبة المزيفة والمسجد الضرار هو موقف الجاهلية دائماً عندما تفشل في مواجهة واقع إسلامي.
وتعتبر الجاهلية أن الفصل بين الإنسان والإيمان ابتداء والفصل بين المؤمنين وحقيقة الإيمان هو الوسيلة الأساسية التي تفر بها من مواجهة مؤكدة الفشل مع الوجود الإيماني الصحيح، وهذه قريش تعذب ثم أبواب التعذيب بعد أن وجدت في التعذيب إصرار علي الإيمان وتمسكاً به.
و تفتح أبواب الدنيا …. بآمال يصعب الفرار منها.. (إن كنت تريد مالاً أعطيناك… إن كنت تريد سيادة سودناك… وعندنا أجمل بنات العرب…) فالدراهم المعدودة أثقل وزناً من الحجر الذي كان على صدر بلال.
وإشارة الإغراء أسرع انزافا من الحربة التي ضربت بها سمية في فرجها. والإيمان هو الحقيقة، والدليل عليها كل كلمة حق خالصة.
التعليقات