أولا:
خسر حزب العدالة والتنمية بلدية أنقرة الكبرى. وهذا قد يكون طبيعي، ورغم سوء أثره الإعلامي، إلا أن أثره العملي ضعيف؛ نظرًا لفوز الحزب في عامة البلديات المناطقية في الولاية.
ثانيا:
خسر الحزب كذلك بلدية إزمير بفارق كبير عن حزب الشعب الجمهوري، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة وإعادة حسابات.
ثالثا:
بلدية اسطنبول الكبرى والتي تم ترشيح بن علي يلدريم رئيس الوزراء السابق لها.. لم تحسم إلى الآن، والتصريحات متضاربة بشأنها، وتصريح رئيس اللجنة العليا يشير إلى فوز مرشح المعارضة. وهذا مخيف جدًا في الحقيقة، حتى لو فاز بن علي!! لأن اسطنبول هي معقل الحزب والمنشط الرئيس لرموزه وقياداته.
رابعا:
فاز الحزب في كثير الولايات الشرقية ذات الغالبية الكردية؛ وهذا أمر جيد (خاصة على مستوى المحليات التي يغلب عليها العصبية العرقية والعشائرية).
خامسا:
النتيجة الإجمالية فوز تحالف الشعب (العدالة والتنمية + الحركة القومية) بحوالي ٥٢٪ في مقابل ٤٨٪ للمعارضة والمستقلين.
سادسا:
أغلب الولايات التي فاز فيها الحزب هي الولايات الريفية التي يتعاطف فيها العامة مع أي ملمح إسلامي بفطرته وسجيته (كما هو حال أغلب شعوبنا). علمًا بأن حزب الشعب الجمهوري المعارض فطن لهذا المعنى؛ فعَدّل كثيرًا من خطابه لهذه الشرائح قبل هذه الانتخابات.
وهنا لابد من كلمة للذين يعتبرون أردوغان خليفة وسلطانًا، ويحاسبونه على كل مصاب للمسلمين داخل أو خارج تركيا: هذا هو الشعب التركي، وهذه هي نسبة السيطرة الحقيقية على مؤسسات الدولة؛ فهل تعتبرون بذلك!؟ وهل تقدرون الرجل قدره دون غلو أو إجحاف!؟
ملحوظة:
لفت انتباهي متابعة شعوبنا وإعلامنا لهذه الانتخابات بدرجة أكثر (فيما يبدو لي) من متابعة انتخابات المحليات في بلادنا نفسها!! وهذا يدل على التأثير التركي الكبير، خاصة على محيطها العربي والإسلامي.
أخيرا:
حتى نتمكن من التقييم الصحيح لهذه النتيجة، لابد أن نضع في الحسبان حجم التدخل الدولي والإقليمي، والأموال التي تُضَخ في تركيا من السعودية والإمارات خصوصًا، والحملات الإعلامية الأوروبية لتشويه أردوغان وحزبه.
التعليقات