ويرى عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، مصطفى البدري، أنه “لا يرفض الحديث عن الأخطاء إلا أحد رجلين: رجل لا يرى أنه يخطئ أصلا، ورجل يصر على خطئه”، مؤكدا أن الحديث عن أخطاء اعتصامي رابعة والنهضة تأخر كثيرا، حيث كان لا بد من تقييمه مبكرا قبل الفاجعة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين، وفق قوله.
وقال لـ”عربي21“: “نحن هنا لا بد أن نعترف أن الاعتصام كان بلا أهداف محددة، وحيث كنت أنا شخصيا أظن أنه نقطة ارتكاز تتحرك منها الحشود الشعبية لمحاصرة الانقلابيين واسترداد مؤسسات الدولة التي اغتصبوها، والسعي لتحرير الرئيس المختطف من بين أيديهم.. فوجئت أنا وغيري أن القيادات المتصدرة للمشهد لا تعرف ماذا بعد الاعتصام في الميدان”.
وأضاف البدري: “بناء على فقدان الرؤية والهدف؛ كان خطاب المنصة المضطرب المتخبط. ففي الوقت الذي لم تكن هناك نية لأي تصعيد حقيقي ضد سلطات العسكر، كان الخطاب تصعيديا تهديديا مستفزا بلا أي داع لذلك”، وفق تقديره.
وأضاف :“كانت الأخبار التي تنشرها منصة الاعتصامات بها كم غير معقول من الإشاعات المتعلقة بالرئيس والجيش والمجتمع الدولي، بحيث كان يدور في خلد المعتصمين أن الكون كله من حولنا يخدمنا ويناصرنا، وهذا ما ظهر كذبه مستقبلا، وتأكدنا من تكاثف الجميع ضدنا، وأن عنصر الزمن في غير صالحنا، حتى كانت الطامة الكبرى يوم المجزرة، حيث تقرر أن يواجه المعتصمون قوات الجيش والشرطة والطائرات والدبابات والمجنزرات والمدرعات دون أي أدوات تصلح للمواجهة”.
واختتم البدري بقوله: “مما يشجع على الحديث الآن عن هذه الأخطاء الكارثية؛ هو بقاء العقلية نفسها التي أدارت المشهد وقتها بالطريقة المستبدة نفسها التي لا تتعلم من أخطاء الماضي، وما زال الشعار المرفوع (ليس بالإمكان أفضل مما كان)”، بحسب تعبيره.
التعليقات