الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
مع اقتراب يوم الخامس والعشرين من يناير، لا يزال ذلك اليوم حيا متوهجا، يرفض التحول ليكون مجرد ذكرى. بل؛ هو تاريخ يتجدد فيه كل عام أمل كل الأحرار الذين شهدوا بداية انهيار منظومة الباطل التي عاشت عقودا في أيام قلائل. ويتجدد فيه أيضا رعب نظام باطش لم يدخر وسيلة قمع وقتل خلال عامين ونصف العام يقدر عليها، ثم لا يزال مع ذلك يرتعب من مجيء ذلك اليوم في كل عام.
لقد شاركت الجبهة السلفية في ثورة الخامس والعشرين منذ يومها الأول، وبعدها كانت حاضرة في كل مشهد ثوري لا تتحيز سوى للثورة. ثم رفعت راية انتفاضة الشباب المسلم لتعبر عن روح الثورة وهويتها الحقيقية التي تمثل ألوفا سالت دماؤهم في يناير ومحمد محمود والعباسية وغيرها، ثم في ما بعد الانقلاب.
ونحن إذ نجدد العزم على المواصلة فإننا نؤكد على ما يلي:
– نتوجه إلى كل المصريين الرافضين لإجرام نظام السيسي والعسكر، المكتوين بنارهم ظلما وفقرا وقمعا، بالدعوة للمشاركة والنزول في يوم الخامس والعشرين من يناير القادم، والتأكيد على أن الثورة ما زالت حية مشتعلة.
– إن كل يوم يمر لا يظهر سوى مزيد من الانهيار والهشاشة في بنيان النظام. يثبت ذلك رعب لا ينقطع في كل عام، يتخلله مزيد من الاعتقالات والتصفيات الجسدية والتهديدات الإعلامية، تؤكد على ذلك التفكك، في ظل انهيار اقتصادي وسياسي واجتماعي وجرائم تاريخية ترتكب في حق المصريين.
– وإذ نثبت ضعف هذا النظام؛ فإننا نثبت أيضا أن ريادة المشهد الثوري لإسقاط ذلك النظام هي للأحرار العاملين على الأرض، حاملين معهم وعيا بتجربة خمسة أعوام، دافعين من حرياتهم ودمائهم في سبيل ذلك. ونوقن أن الحصيلة السياسية للثورة لن تكون إلا بما يفرضه هؤلاء الأحرار.
– رغم الهدوء النسبي في المد الثوري بسبب شدة القمع والإعلام المشيطن للثورة، فإن هناك في المقابل صعودا في منحنى الوعي الشعبي؛ فأدرك الكثيرون ما استُدرجوا له وخُدعوا فيه، وظهر للجميع من مؤيد ومعارض مهازل ذلك النظام ودلائل فشله، التي لن يكون آخرها البرلمان الهزلي الذي صار مادة للسخرية عند مؤيدي النظام قبل غيرهم.
– نحيي صمود الأحرار القابعين في معتقلات النظام، الذين يعانون من أسوأ ظروف لا إنسانية، في مشهد إجرامي تاريخي يشارك فيه النظام العالمي والإقليمي بالفعل وبالسكوت. وهم رغم كل ذلك يرفضون الاستسلام أو الرضوخ للنظام. وإذ نتمسك بحق هؤلاء المظلومين في الحرية والكرامة، وحق الدماء التي سالت ظلما في القصاص لها، فإن النظام ينبغي له أن يعلم أن كل ذلك وقود يزيد الجذوة اشتعالا، على عكس ما يظن.
نحن مستمرون في مسارنا الثائر، مجددون لمشاركتنا في يوم الخامس والعشرين من يناير، منطلقين من ثورتنا وهويتنا المسلمة، ورفضنا للهيمنة وحكم العسكر، حتى تسقط أركان الظلم والإجرام.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الجبهة السلفية بمصر
السبت 6 ربيع الثاني 1437 هـ، الموافق 16 يناير 2015 م
التعليقات