الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه ، وبعد..
لم يشهد العالم هذا الكم من الكراهية والقتل والعدوان كما حدث في القرون المتأخرة مع صعود الحضارة الغربية وسقوط الخلافة الإسلامية حيث أثبتت الحضارة الإسلامية تاريخيا وواقعيا قدرتها على بناء عالم أفضل.
وقد تجاوزت هذه الحالة حدود العقل ضد المستضعفين عامة وضد أمة الإسلام خاصة، وبسبب ما يحققه من انتشار وتمدد للإسلام في الغرب رغم الحرب الإعلامية والعسكرية والسياسية ضده.
إن حوادث القتل والاستهداف وإحراق المقرات الإسلامية والمساجد المتزايدة في الغرب اليوم، لهو دليل على خواء الحضارة الغربية وما ترفعه من شعارات عن حرية الاعتقاد وعن المساواة وحقوق الإنسان.
إن حادثة تشابل هيل البشعة فضحت الفرق الشاسع بين تعايش الضحايا المسلمين وتسامحهم كما شهد كل من يعرفهم وبين العنصرية والكراهية التي يحملها القاتل ومن يزيفون له القضية؛ خاصة أنها ليست في دار حرب كالعراق ولا ضد تنظيم يتهم بالإرهاب، ولكنها ضد أبرياء على أساس دينهم وانتمائهم.
وتلك الحادثة هي امتداد لحوادث عدائية وعنصرية بغيضة مثل تعمد حرق المصحف الشريف في أجواء احتفالية وكارثة سجن جوانتانامو الحصري للمسلمين.
وحالة العداء هذه هي أكبر من أن تكون مجرد اتجاهات فردية أو عشوائية في المجتمعات الغربية. بل؛ هو اتجاه مدعوم سياسيا وإعلاميا وقانونيا وعسكريا، ويشير لهذا أكثر من أمر:
– ما رأينا من مسيرة لزعماء العالم بعد حادثة شارلي ايبدو، بما يشير بقوة لكونها صراعا حضاريا ضد الإسلام.
– تسليط سيف العداء للسامية على كل من يبدي رأيا يخالف التوجهات الصهيونية بينما تضج وسائل الإعلام والتعليم وأساليب الساسة والعسكريين في الغرب بالهجوم على الأمة الإسلامية.
– اعتبار كل حادثة “فردية” من قبل المسلمين – ولو كرد فعل – دليلا على ما يسمونه الإرهاب ، بينما تصنف حادثة تشابل هيل على أنها فردية رغم كونها – قانونيا- جريمة كراهية ضد المسلمين.
– إن الإرهاب الحقيقي هو الذي يمارسه الغرب من الاحتلال المباشر لبلاد المسلمين أو غير المباشر بمساندة وصنع الأنظمة الخائنة والمستبدة، والذي اعترف به اوباما في تصريحاته الأخيرة حول الواقعية والمثالية في السياسة، وهو ما دعم استباحة الدماء في شوارع مصر والعراق والشام وبورما وافريقيا الوسطي ومالي وكشمير وغيرها.
وأخيرا
نؤكد على أن المسلمين من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم أمام آلة القتل وجرائم انتهاك حقوق الإنسان.
كما نؤكد على أن قبول بعض المجتمع الأمريكي لها يدل على التخلف والبربرية. وإن أميركا بدعمها لهذه الجرائم إنما تخط نهاية حضارتها، وتزيد من اصطفاف المسلمين ضدها.
ان انتفاضة الشباب المسلم تدعو الجميع بتنظيم وقفات احتجاجية امام المراكز الاسلامية والميادين في كل العالم رافعين صور الشهداء لتدق ناقوس الخطر الذي يتهدد الجميع جراء هذه الممارسات البغيضة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
انتفاضة الشباب المسلم
الأحد ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ الموافق ١٥ فبراير ٢٠١٥
التعليقات