الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ،
فإنه نظرا لما احتلته هذه القضية القديمة الجديدة من اهتمام ، ونظرا لحصول اللبس في بعض كلامنا السابق ، واقتطاع بعضه في وسائل للإعلام ، وعدم إتاحة عرضه بتمامه ، كان هذا البيان :
أولا : لا خلاف في أن كل بالغ عاقل مدعو للدخول في الإسلام ، وبالتالي فدخوله في هذه الحالة صحيح ، وهو يوجب له كل حقوق المسلمين ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .
ثانيا : لا خلاف أيضا في أن الدخول في الإسلام لا يكون إلا طواعية ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) وعليه فنحن ننفي نفيا قاطعا أن يكون هناك حادث اختطاف بهدف الإدخال في الإسلام .
ثالثا : لا يمكن أن تطيب نفس مسلم بتسليم أخيه أو أخته لمن يفتنه في دينه ، فيظلمه في أخص حقوقه الإنسانية ، دون سند من شرع أو قانون . ولذلك جاء نص بياننا السابق : “.. قاصرا ومخطوفة ..”. فكيف تجاهل البعض قيد ” مخطوفة ” ..؟!
رابعا : إن تعامل الجبهة السلفية مع هذه القضية كتعاملها مع كل قضايا الحقوق المشروعة ، والتي لا يعني تبنينا ودعمنا لها أن لنا أي علاقة شخصية أو مباشرة بأصحابها . وإنما نؤكد هذا المعنى هنا نفيا لما توهمه البعض من علاقتنا المباشرة بالأخت صاحبة القضية .
خامسا : لا ارتباط بين إسلام أي فتاة وبين زواجها من أي شخص ، فهما قضيتان منفصلتان تماما ومن كل وجه . وكلامنا منصب حول حرية البالغ العاقل في اختيار عقيدته ، ورفض تعرضه للإكراه بسببها .
سادسا : نؤكد على أهمية مراعاة القوانين الرسمية – ولو كان لنا عليها اعتراض – كقانون سن الزواج ، وذلك للحفاظ على حقوق كل من الزوجين .
سابعا : الدولة مسئولة عن رعاية وحماية مواطنيها الذين يدخلون في الإسلام . فلا يجوز لها أن تسلم أحدهم للكنيسة ، إذ ليست جهة مؤتمنة على سلامتهم وإتاحة حرية الاعتقاد لهم ، فضلا عن أن تكون ندا وبديلا للدولة الرسمية . كذلك لا يجوز لها أن تسلمهم لمن يعرضهم لخطر الإكراه المادي والمعنوي ، ولو كانوا أهلهم . وهذا حق لازم لكل مواطن على حكومته .
ثامنا : ينبغي أن يكون حل مثل هذه القضايا بعيدا عن المزايدات السياسية ، والاستقطابات الطائفية ، والمعالجات الأمنية . بل تعامل كقضايا وحقوق إنسانية أساسية .
تاسعا : إن المسلمين الجدد ، والذين لم يأخذوا حقهم وحريتهم وأمنهم أيام استبداد النظام البائد ، إنهم ينتظرون أن تصلهم رياح التغيير بعد ثورة [ 25 يناير ] لتحمل لهم أملا بحياة آمنة كريمة ، في وطن آمن كريم .
التعليقات