يقول ربنا تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) … تساءلت عن فكرة هذا الإبدال وحكمته، وطالعت أقوال المفسرين قديما وحديثا فيها، وبالطبع لا راد لفضل الله تبارك وتعالى، وﻻ حجر على واسع رحمته، فإذا أراد الله أن يبدل العاصي سيئاته حسنات فهو محض فضل منه تبارك وتعالى.
ومع ذلك فقد خطر لي أن بعض الأنواع من المعاصي يستفيد منها المؤمن في حياته في ظل طاعة الله تبارك وتعالى، فالخبرات المتراكمة في حياته قبل الإسلام أو قبل التوبة قد تكون مما يستفيد به على المستوى الشخصي وعلى مستوى المجموع، ومن أمثلة ذلك:
كل هذا يميز صاحب المعصية (سابقا) عن صاحب الطاعة، فالأول صاحب نظرة ثنائية، أما الثاني فصاحب نظرة أحادية، فالمعصية استحالت من معول هدم إلى معول بناء، فصارت بهذا المعنى في ميزانه إيجابيا وليس سلبيا..
- من كانت له خبرات في العسكرية وفنون القتال، فاستغلها في الجهاد.
- من كانت له خبرات علمية وهندسية في مجالات تطبيقية غير مشروعة فاستغلها في ابتكار السلاح ووسائل الردع لسلاح العدو، أو إفادة المجتمع بمبتكرات مشروعة.
- من كانت له خبرات في الفن فاستغلها في فضح عورات هذا القطاع، وبيان تزييفه بمهنية واحتراف.
- من كانت له خبرات بألاعيب السياسة بالمفهوم الوضعي، وما تحمله من سلبيات.
حتى الخبرات المتراكمة في التعامل مع العصاة والفسقة والبلطجية، بما ييسر له معرفة طرائقهم وكيفية اتخاذهم للقرار ورد الفعل، وما يصيبهم في مقاتل ونحو ذلك، باعتباره كان منغمسا فيهم، فيؤهله ذلك في بيان القرار المناسب في التعامل مع هذه الفئات. إلى غير ذلك…
كل هذا يميز صاحب المعصية (سابقا) عن صاحب الطاعة، فالأول صاحب نظرة ثنائية، أما الثاني فصاحب نظرة أحادية، فالمعصية استحالت من معول هدم إلى معول بناء، فصارت بهذا المعنى في ميزانه إيجابيا وليس سلبيا، ولهذا ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: («ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات» قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «الذين بدل الله سيئاتهم حسنات») رواه الحاكم ح7643 وصححه ووافقه الذهبي … والله أعلم.
التعليقات