حاول الأوربيون بكل قوة دعم الدولة اليونانية في التاريخ الحديث، فاليونان التي كانت جزءا من الدولة العثمانية الكبرى لم يستطع الأوربيون فصلها عن السلطان التركي إلا بمؤامرة محمد علي باشا والي مصر الذي أرسل جيشه بقيادة ابنه إبراهيم وسليمان باشا الفرنساوي الذي أسس الجيش المصري المعاصر على النظم والأيدولوجية الأوربية، كان ذلك سنة 1239هـ/1828م، فحققوا بذلك أهداف عديدة:
إنه نداء الصليب الذي حرك أوروبا، فالقرار لم يكن أبدا قرارا برجماتيا في صالح أوروبا، وإلا لكان قبول تركيا أولى من اليونان المنهارة، وحاولت أوروبا إنقاذ الدولة صاحبة علم الصليب الأزرق، لكن كل المحاولات باءت بالفشل..
1- القضاء على الأسطولين العثماني والمصري.
2- إشاعة أن محمد علي يوالي الدولة العثمانية وبالتالي فهو يسرع لنجدتها، وهو ما ثبت كذبه بدليل طمع محمد علي نفسه في الاستيلاء على عاصمة الدولة العثمانية وإسقاطها.
3- الإثخان في الجيش المصري، وذلك بقتل 30000 جندي مصري من خيرة الجنود.
4- انسحاب محمد علي وحلول القوات الفرنسية محله أدى إلى الفصل النهائي لليونان عن السلطان العثماني، وبذلك عادت اليونان إلى الصليب الأوروبي.
أما في في التاريخ المعاصر فيكفي المقارنة بين وضع الدولة التركية والدولة اليونانية، وموقف أوروبا من سعيهما للانضمام للاتحاد الأوربي، فقد سعت الدولتان إلى ذلك بكل قوة، أما تركيا فقد سعت إلى ذلك إبان حكم العالمانيين الموالين للغرب في مرحلة ما قبل تولي العدالة والتنمية لحكم تركيا، إلا أنه وبالرغم من اتحاد الأيدوليجية، وبالرغم مما قدمه قادة تركيا العالمانيين لأوربا إلا أنها لم تقبل قط أن تكون تركيا عضوا في الاتحاد الأوربي بالرغم من وضعها الاقتصادي الجيد، الذي قوي بشدة بعد حكم العدالة والتنمية، إلا أنه في المقابل وبالرغم من الوضع الاقتصادي الهش لليونان فقد قبلتها أوروبا ضمن صفوفها، بل وقبلت أيضا قبرص اليوناني على حساب الشطر التركي من الجزيرة المقسمة.
إنه نداء الصليب الذي حرك أوروبا، فالقرار لم يكن أبدا قرارا برجماتيا في صالح أوروبا، وإلا لكان قبول تركيا أولى من اليونان المنهارة، وحاولت أوروبا إنقاذ الدولة صاحبة علم الصليب الأزرق، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، ومرة أخرى قد يضطر إخوان الصليب بركل الصليب الأزرق خارج المنظومة الأوربية بالرغم من الحرص الشديد على بقائه فيها.
لقد أصبحت اليونان كالخلية السرطانية في الجسد الأوربي الذي حرص على لصقه بهذا الجسد رغم الآلام التي يسببها، إنها عنجهية القوة الاقتصادية، وحلم أوروبا الصليبية الموحدة … ولا تزال هذه الخلية السرطانية تنخر الجسد العتيق حتى تكون واحدة من أسباب انهياره، وما يعلم جنود ربك إلا هو!!
التعليقات